Daga Rayayye Zuwa Mace
من حي إلى ميت: إلى أخي
Nau'ikan
لا مشاحة أن الأجداد اشتغلوا في درس حقائق الكون، وتركوا لنا من علومهم ومعارفهم تراثا جديرا بالاعتبار، ولكنهم كانوا في مناحي شعورهم أقرب إلى عالم الخيال منهم إلى عالم الحقيقة.
ولهذا السبب بنت لنا مخيلتهم في عالم الخيال بناء فسيحا، وأما بناء عقولهم في عالم الحقيقة فكان ضيقا ضئيلا.
وجاء العلم في هذا العصر ينقض أبنية الخيال؛ ليضع مكانها حجر الزاوية لبناء هيكل الحقيقة.
سأشتغل طيلة عمري عاملا من عمال هذا الهيكل؛ رجاء أن أشيد صفا من صفوفه، أو على الأقل حجرا من حجارته. وإذا لم أستطع بناء، فأقوم جهدي في خدمة بنائه.
يا أخي:
لا يهمني في التشيع للحق رضا السلطات وعدم رضاها، ولا اضطهاد الجهال، وازدراء المتعيشين والمتزلفين.
وفضلا عن ذلك؛ لا أدعي العصمة في كتابتي، فإذا أخطأت في بعضها، فصراحتي تشفع بي أمام الناس الذين خبروني، وتجاه المبدع الذي يعلم نيتي.
الرسالة الثانية عشرة1
لم أعش طويلا، ولكني عشت شريفا
يا أخي:
Shafi da ba'a sani ba