وإذا كان العبد لا يكون وليا لله حتى يكون مؤمنا تقيا ولا يكون مؤمنا تقيا حتى يتقرب إلى الله بالفرائض فيكون من الأبرار أهل اليمين ثم بعد ذلك لا يزال يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يكون من السابقين المقربين ومعلوم أن أحدا من الكفار والمنافقين لا يكون وليا لله فمن لم يتقرب إلى الله بفعل الحسنات ولا بترك السيئات لم يكن من أولياء الله.
ليس لأولياء الله زي خاص
وليس لأولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات فلا يتميزون بلباس دون لباس، إذا كان كلاهما مباحا ولا بحلق شعر أو تقصيره أو ظفره إذا كان مباحا، كما قيل كم من صديق في قباء وكم من زنديق في عباء، قد دل الكتاب والسنة على أن أكرم الناس عند الله أتقاهم.
الأولياء ليسوا معصومين
وليس من شرط ولي الله أن يكون معصوما لا يغلط ولا يخطئ بل يجوز أن يخفى عليه بعض علم الشريعة، ويجوز أن يشتبه عليه بعض أمور الدين حتى يظن بعض الأمور مما أمر الله به ومما نهى عنه وليس كذلك ولم يخرج بذلك عن ولاية الله تعالى فإن الله تعالى تجاوز لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
الواجب على الناس
والواجب على الناس اتباع ما بعث به رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتقوى الله حق تقاته بأن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر كما فسر التقوى بذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه والحقيقة حقيقة الدين دين رب العالمين هي ما اتفق عليها الأنبياء والمرسلون وإن كان لكل منهم شرعة ومنهاجا، فالشريعة هي الشريعة والمنهاج هو الطريق، والغاية المقصودة هي حقيقة الدين وهي عبادة الله وحده لا شريك له، وهي حقيقة دين الإسلام وهي أن يستسلم العبد لله رب العالمين ولا يستسلم لغيره.
Shafi 16