Daga Akida zuwa Juyin Juya Hali (5): Imani da Aiki - Imamanci
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
Nau'ikan
وقد خرجت الأشاعرة من جب المعتزلة وكرد فعل عليها،
140
واستعملوا المنهج نفسه الذي استعمله المعتزلة، وهو العقل والثقافة العقلية المعاصرة (اليونانية)، ولكنهم خلطوا بين العقل والنقل، فلا هم انتهوا إلى شيء معقول في النقل أو في العقل. فهم في الوقت نفسه يرجعون إلى أهل السلف، ويلتزمون بخط الفقهاء وأهل السنة والحديث، ويحاولون إعطاء الأساس النظري للاتجاه الفقهي. وظلت هذه المحاولة مشبوهة عند الفقهاء، المحاولة التي تريد الجمع بين أهل السنة والعقل. وظل الأشعري مشبوها بشبهة الاعتزال؛ إما لأنه ظل متأثرا بطريق الاعتزال، أو لأنهم كانوا يرفضون أي عمل عقلي في النص. وظل الحنابلة يرفضون الأشاعرة وقتا طويلا لا يقبلون محاولاتهم العقلية في النصوص.
141
ويظهر الأشاعرة كحل وسط بين الاتجاهات المتعارضة بكل ما في هذا الموقف المتوسط من مميزات وعيوب.
142
فإذا كان المعتزلة قد روجوا الفلسفة في أول الأمر طلبا للدليل العقلي والبرهان النظري، فقد فرضت الفلسفة نفسها في النهاية على الأشاعرة في القرون المتأخرة بعد أن خمد العقل وركد العلم. فسادت المباحث الفلسفية المباحث الكلامية، واعتمد الأشاعرة كلية على تحليلات الفلاسفة يجدون فيها الأساس العقلي الضائع منهم. فما يتهم به الأشاعرة المعتزلة وقعوا هم أنفسهم فيه، وشتان ما بين الموقعين؛ أخذ المعتزلة الفلسفة كوسيلة، وظلت الغاية هي التوحيد، في حين أن الأشاعرة أخذوا الفلسفة كغاية، وتوارى التوحيد.
143
وبالرغم من أن الأشاعرة متأخرة في الظهور إلا أن شيخها لا يعتبر واضع أصول العلم؛ فعلم الكلام ظاهرة حضارية أكثر منها اكتسابا عبقريا، على عكس علم أصول الفقه الذي وضع قواعده الشافعي. ولما كان الأشاعرة هم أصحاب التأليف، فقد اعتبروا واضعي علم أصول الدين دون غيرهم.
144
Shafi da ba'a sani ba