Daga Akida zuwa Juyin Juya Hali (5): Imani da Aiki - Imamanci
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
Nau'ikan
14 (2) فرق الأمة
وتصنف فرق الأمة ليس بناء على عقائدها النظرية واختلافها حولها، بل طبقا لما يترتب على ذلك من أحكام شرعية؛ ففرق الأمة إما أن تكون خارجة على الأمة كلية، ضدها في كل الأحكام، أو تكون خارجة عليها جزئيا، معها في بعض الأحكام وضدها في البعض الآخر. في الخلاف العقائدي النظري ينشأ الاختلاف التشريعي العملي، ومدى الاتفاق أو الاختلاف في العقائد هو الذي يحدد طبيعة العلاقات الاجتماعية. الفرق الأولى المخالفة للأمة كليا هي الفرق التي تنتسب إلى مذاهب وعقائد انتشرت داخل الحضارة ومن خارجها، وأصبحت تكون روافد فيها. والفرق الثانية المخالفة للأمة نسبيا هي فرق المعارضة التي تأتي من داخل الحضارة، وتعطي تأويلا لعقائدها مخالفا لتأويل الفرقة الناجية، حزب السلطان. وقد تنضم غلاة فرق المعارضة إلى الفرق الأولى نظرا لسهولة تعرضها لآثار من البيئة الحضارية والمذاهب المجاورة التي دخلت ضمن الحضارة الجديدة الناشئة. وإذا تم التقارب مع الفرقة الناجية، فإن ذلك يتم على مستوى الدفن والفيء والغنيمة والصلاة، ولكن تظل فرق المعارضة معزولة عن جماهير الأمة؛ إذ لا تجوز الصلاة عليها أو خلفها، أو أكل ذبيحتها، أو التزاوج منها؛ حتى يظل الحصار الاجتماعي مضروبا حولها.
15
وعلى هذا النحو يصبح علم أصول الدين هو الحاوي لتاريخ الفرق داخل الحضارة وخارجها. وتضم الفرق داخل الحضارة ليس فقط الفرق الكلامية، بل أيضا باقي العلوم، مثل الحكمة وأصول الفقه والتصوف، بل وباقي العلوم النقلية والعلوم العقلية والعلوم الإنسانية، وتدور كلها حول موضوع الحضارة. الإنسان هو موضوع الحضارة وبؤرتها؛ فالإنسان قابع في قلب الوحي، مقصد الله له، والكلام ذراعه الأيمن لدفع التأليه والتجسيم والتشبيه، والحكمة ذراعه الأيسر لدفع قدم العالم وفناء البدن، والأصول قدمه اليسرى يقف بها على الأرض ويثبت نفسه في الواقع، والتصوف قدمه اليمنى يرفعها إلى أعلى ليستريح من هموم الدنيا. فالعلوم الأربعة هي أطراف الإنسان الأربعة، والوحي قلبه في صدره، وكلها مرتبطة بالفهم في الرأس ومركز الحركة للأطراف. وتضم الفرق خارج الحضارة كل المذاهب والديانات والعقائد التي أتت من البيئات المجاورة ثم أصبحت محلية بعد انتشار الحضارة الجديدة الناشئة فوقها، وضمها إياها، واحتوائها لها. وأحيانا لا ينفصل الحديث عن الفرق خارج الحضارة، أي فرق الأمة، عن الفرق داخلها، أي فرق المعارضة. فهي حضارة واحدة أصبحت ممثلة للبيئات الحضارية القديمة المجاورة، بعد أن تم التعرف عليها وترجمتها وتمثلها، ومبدعة لفرقها الخاصة؛ وبالتالي أصبحت الحضارة حلقة من تاريخ الحضارات البشرية، كما أصبح علم أصول الدين ممثلا لعلم تاريخ الأديان.
16
وغالبا ما يحكم التصنيف الأصول لا الفروع، مناهج النظر لا نتائجه، رغبة في التأصيل دون التفصيل، بل إن التكفير العقائدي النظري ذاته إنما يرجع إلى التكفير المنهجي النظري على الرغم من غلبة النظرة الفقهية أحيانا، والكلامية أحيانا أخرى، والأصولية أحيانا ثالثة.
17 (2-1) هل هناك كفرة لا تقبل منهم الجزية؟
وتصنف فرق الأمة ابتداء من الكفر العام إلى الكفر الخاص؛ فهناك الكفرة الذين لا تؤخذ منهم الجزية، والذين لا صلح معهم أو مهادنة، إما الإسلام وإما القتال، وكأن الفرق الكلامية الحضارية قد تحولت إلى فرق عسكرية تستدعي النزال بالسيف. وإن حصرها في خمس عشرة فرقة أمر تعسفي خالص، ورغبة في الإبقاء على هذا العدد الرمزي في تبويب الأصول وتأصيل الأبواب. ولا يوجد ترتيب معين بين الفرقة والموضوع الذي عرفت به. واتفاقا مع العدد المقترح تكررت المواقف نفسها في فرق متعددة.
18
ويدخل معها مشركو العرب؛ فالعرب كلها لا بد وأن يكونوا مسلمين، والإسلام دين الجزيرة، موحدا لقبائلها. لا يوجد فيها وثني، وإن أمكن كتابي أو صابئي أو مجوسي.
Shafi da ba'a sani ba