Daga Akida zuwa Juyin Juya Hali (5): Imani da Aiki - Imamanci
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
Nau'ikan
ما العيب في أن يكون الخلق قد تم دفعة واحدة، ثم يستمر الخلق من تلقاء نفسه، فتظهر الصفات الكامنة فيه؟ وما الحاجة إلى الخلق المتقطع من الخارج، كل شيء في حاجة إلى خلق؟ ولماذا يكون الخلق المستمر نظرية هالكة، والخلق المتقطع نظرية ناجية؟ وأيهما أكثر تنزيها لله، ورعاية لمصالح العباد، وأكثر اتفاقا مع العقل والعلم؟ وما العيب في الطفرة التي تشير إلى الخلق الإلهي في الطبيعة، وتجعل الكيف مخترقا للكم، وتضع الحرية ليس في الإنسان فقط بل في الطبيعة كذلك؟ وما الكفر في القول بأن الجنة والنار لم تخلقا بعد طالما أنه لا توجد حاجة الآن لهما، أو أنهما كامنان في الوجود وسيظهران بالخلق المستمر ؟ وما الكفر في القول بأن الله خلق الأجسام، ثم تظهر الأعراض في الأجسام بعد كونها فيها بفعل الخلق المستمر؟ هل كل فعل لا بد وأن يأتي من الخارج وليس من الداخل، وكأن كل ما يحدث في الكون إنما يقع بفعل إرادة خارجية، وليس بفعل إرادة ذاتية؟ وما المانع أن تجذب النار أهلها بنفسها دون أن يدفعهم أحد فيها، وكأن كل شيء يتحرك بطبيعته نحو غايته؛ فغاية النار إحراق من يستحقها، ونهاية من يستحقها الوقوع في النار؟ ولماذا تكون نظرية الجزء الذي لا يتجزأ التي رفضها الفقهاء هي النظرية الناجية، في حين تكون نظريات الطفرة والكمون والظهور هي النظريات الهالكة؟ إن القول بالطفرة والكمون والظهور ما هو إلا رد فعل على القول بالجزء الذي لا يتجزأ، ورد الاعتبار الكيفي الحيوي للطبيعة بعد سقوطها في التصور الكمي الآلي. إن المذهب الطبيعي الذي يظنه الناس دعامة الإلحاد القائم على العلم الطبيعي هو عند الطبائعيين أنفسهم دفاع عن التوحيد ضد المشبهة والمجسمة، وإبقاء على الحسنيين معا، الدنيا والآخرة، العلم والدين، الطبيعة والله، دون التضحية بأحدهما من أجل إثبات وحدانية الآخر. وإن اتهام مذهب الطبائع بالإلحاد لهو حكم من السلطتين السياسية والدينية قائم على تصور وحدانية الله بمعنى وحدانية الحاكم، وإنكار استقلال الطبيعة والإرادة الذاتية للشعوب.
14
إن الخلق من عدم الذي يظنه الناس تعبيرا عن الإيمان هو في الحقيقة إفراز السلطتين السياسية والدينية للتعبير عن المزايدة في الإيمان، والتملق لشعور العامة، وإيقاع لها في السحر بهدف إثارة الإعجاب وسحر اللب والخيال؛ وبالتالي فإن عقيدة الفرقة الناجية ليست بأقرب إلى الإيمان من عقائد الفرق الضالة. إن الرغبة في التعظيم والمغالاة لتؤدي إلى عكس المقصود؛ فمثلا جواز الاقتصار على خلق السموات مغالاة في التعظيم؛ لأن الإرادة المشخصة قادرة على كل شيء، ولكنه إنكار في الوقت نفسه للعناية واصطدام بالحكمة، وهما من صفات الذات المشخصة كالإرادة تماما، بالإضافة إلى أنه رفض لتكوين العلم وبنائه وتدمير للحياة فيه، وكأن الحياة كان يمكن أن تكون على غير ما هي عليه ، وافتراض عالم آخر ممكن مخالف لهذا العالم الواقع، واستبدال التمني بما هو موجود بالفعل، وإنكار لواقعية العالم، وافتراض عالم آخر لا وجود له إلا تعبيرا عن قدرة مشخص يغالي في تعظيمها إلى حد تدمير كل ما سواها. وإن افتراض وجود أجسام لا ترى لا من حيث الوجود ذاته، بل من حيث إمكان رؤيته، هو افتراض وجود علم خارج نطاق المعرفة الإنسانية. وإن افتراض عالم متوهم هو هدم وإنكار لعالم الواقع. وإذا قويت الرؤية بوسيلة ما، وإذا استطاعت العين أن تمد بصرها من الداخل أو من الخارج، فيمكنها أن ترى الأجسام. يمكن رؤية باطن الأجسام الشفافة بنفاذ الشعاع، كما يمكن رؤية باطن الأجسام المعتمة باستعمال المناظر المكبرة. الرؤية ممكنة ما دامت الأجسام موجودة، فإذا لم توجد الأجسام تستحيل الرؤية. وإذا وجدت عين تتوافر فيها شروط الرؤية تكون الرؤية ممكنة.
15
إن الخلق له معان كثيرة، وليس أحدها بأولى من الآخر أو أكثر منه. كلها تصورات طبقا لمدى الإحساس بالتنزيه، ولاستقلال الطبيعة، وإثبات الحرية الإنسانية. فقد يعني الخلق التقدير المسبق ونشأة الكون كله بناء على قدر سابق. حينئذ تتم التضحية بالحرية الإنسانية التي لا تخضع لأي قدر مسبق، بل تعبر عن الإمكانيات البشرية الخالصة. الخلق بهذا المعنى قضاء على فعل الإنسان وفعل الطبيعة معا، ويوحي بأن هذا العالم لا يفعل فيه إلا من هو أقوى منه، وأن الإنسان لا يستطيع أمامه شيئا. يقف عاجزا لا يفعل إلا ما قد قرره القدر المسبق، وفي الوقت نفسه لا ينشأ العلم الذي يهدف إلى السيطرة على الطبيعة ما دامت خارج كل سيطرة إنسانية.
16
وقد يعني الخلق إثبات قدرة قديمة أمام كسب الإنسان بقدرة حادثة من أجل إنقاذ الحرية الإنسانية داخل تصور عام للخلق. وهذا إرجاع للخلق إلى مشكلة القدرة بين القدم والحدوث.
17
وقد يعني الخلق إثبات قدرة مطلقة مسيطرة على الطبيعة، والقضاء التام على استقلال ظواهرها، وسلب أية قوة كامنة فيها، في طبائع الأجسام، وأن إثبات الله فاعلا للطبيعة ومجعلا لها قضاء عليها وعلى استقلالها.
18
Shafi da ba'a sani ba