فنقول إنه إذا كان طالع أحد الأزمان التحويلية الحمل أو انتهت إليه السنون من أحد المواضع التي قدمنا ذكرها دل ذلك على أنه يظهر في المدن المستولى عليها الملوك الجبابرة المسلطون مع استعمال أهلها لآلات الحديد والسلاح وما أشبهها والقتل والقتال والحرق بالنيران والمثلة بالناس والتلون في الأفاعيل وسرعة الانتقال من حال إلى حال ويكثر في أهلها الفرقة والاغتراب والأسفار ووجع العيون والصداع ويفشو الموت فيهم وكثرة نفوق الدواب مع هبوب رياح الصبا والدبور وتماسك هواء الربع الربيعي وطيب هواء الصيف ويكون الخريف مشابها له في الكيفية وعلى شدة برد الشتاء ووقوع الثلوج وسيما عند موافاة الشمس لبرج الميزان وكثرة العشب ومراعي المواشي وتوسط الثمار ونقصان الإرفاع مع غلظ مطالبة الناس بأسباب الخراج وينال الطعام فساد بسبب الأندية وتقل الزروع الرملية مع حسن دنو سائر الغلات وعلى أنه يكون الغالب عليهم لباس الحمرة من الألوان ويدل مع ذلك على سفر يعرض لملك بابل وظفره بأعدائه وعلل تناله بقدر دور الشمس الأصغر ويموت بعض من يكرم عليه من نسائه وينال أهل بلده فرح وطمأنينة ويدل على موت ملك الهند وتولية ابنه الأمر من بعده وينال أهل فارس وأهل المشرق آفات مع الموت فيهم ونفوق البقر وقلة الطعام ومدود الأنهار ويكون بأرمينية قط وجوع شديد ويقع الموت في أرض الروم مع مهادنتهم لأعدائهم ويعرض لهم هموم وأحزان شديدة وتتهيأ حروب بين العرب
Shafi 186