الفصل السادس في ممازجات القمر لعطارد
فإذ قد قدمنا في الفصل الخامس ذكر دلالات ممازجات الكواكب للزهرة فلنذكر في هذا الفصل ذكر ممازجات القمر لعطارد ليكون ما بينا من ذلك تاما بعون الله
فنقول إنه إذا قارن القمر عطارد دل ذلك على طلب العلم والكتب والرقا والسحر والتنجيم وكل شيء يستر ويكتم وإن اتصل به من تسديس أو تثليث وكان مسعودا دل ذلك على النظر في العلوم وطلبها ونفوق كلما يطلب من ذلك والقبول له وإن كان منحوسا دل على ضد ذلك وإن كان من تربيع وكان من الرابع دل ذلك على قلة الأراجيف والمناظرة في العلوم وإن كان من السابع وكان مسعودا دل ذلك على المجادلات والمخاصمات في طلب الحق والانتصاف وإن كان منحوسا دل على طلب الأشياء المخالفة واستعمال التعدي في المخاطبات والجور في الحكم وإن كان من العاشر وكان مسعودا دل على نفوق كتب الديانات وإن كان منحوسا دل على كتب السوفسطانية والمرموزة وما أشبه
ومتى لم يكن على أحد هذه الكواكب في الأزمان التي حددناها أحد الاتصالات من هذه الأشكال وكان بعضها منصرفا عن بعض دل ذلك على قلة استعمال الناس لدلائل ذينك الكوكبين من تلك الأصناف واطراحهم لها ويكونون مستعملين لما أوجبه الاتصال من بعضها ببعض ومهملين الأشياء التي وقع إزالتها بسبب الانصراف من الدليلين الدالين على الأشياء الكائنة ومتى كانت مسعودة دلت على الزيادة فيما دلت عليه من أمور السعادة والنقص من أمور المنحسة وإن كانت على خلاف ذلك دلت على ضد ما وصفناه
فإذ قد أتينا على ما أردنا شرحه فلنقطع الفصل بعون الله وتأييده
كملت المقالة الثالثة والحمد لله كثيرا
Shafi 182