الفصل الثاني في ممازجات الكواكب للمشتري
وإذ قد قدمنا في الفصل الأول اتصالات الكواكب بزحل فلنذكر في هذا الفصل اتصالاتها بالمشتري
فنقول إنه إذا قارن المريخ المشتري دل ذلك على أكثر استعمالات الناس للغزو والحروب وكثرة الخوارج والشراة وكثرة الخصومات وعلى وقوع الطواعين في بعض الأقاليم ونفوق بعض الدواب ودوي مفزع يعرض في الجو مع خصب أول ذلك الزمان وقحط آخره وعلى موت ملك في ذلك التحويل فإن اتصل به من تثليث أو تسديس دل ذلك على كثرة الجهاد والغزو بأسباب الدين فإن كان من تربيع وكان من الرابع دل على كثرة الدعاة والقتال والتغلب واللصوص ويكون استعمالهم لذلك في سر وخفية وإن كان السابع دل ذلك على وقوع الخصومات وكثرة اتهام الناس بعضهم بعضا باللصوصية وإن كان من العاشر دل أنه يصيب الناس من السلطان بلية وفزع وشدة
وإذا قارنته الشمس دل على هلاك العدول والقضاة وفساد بعض الدين وغموضه وإن اتصلت به من تسديس أو تثليث دل ذلك على ظهور الدين والعلم والفقه وإن كان من تربيع وكان ذلك من الرابع دل على ظهور قوة القضاة واستعمالهم للغش فإن كان من السابع دل ذلك على كثرة الخصومات والدعاة إلى الظلم وظهوره فإن كان من العاشر دل على قوة الحكام وإظهارهم للعدل واستعمالهم الإنصاف
Shafi 168