فإذا أريد معرفة إقباله أو رجوعه في أي الأزمان كان ذلك وكمية درجة المقبلة أو الراجعة فليزد على سني يزدجرد التامة سبع مائة سنة وتسع وثمانين سنة ويقسم ما اجتمع على ستمائة وأربعين وينظر إلى ما خرج من القسم ويلقى واحدا واحدا ويبتدئ برجوع الفلك ثم بإقباله وينظر أين ينتهي فإن كان انتهاؤه إلى الإقبال فالفلك مقبل وإن كان انتهاؤه إلى الرجوع فالفلك راجع ثم ينظر إلى ما بقي من العدد مما لا يقسم فيقسم على ثمانين فما خرج من القسم فدرج وما بقي أقل من ثمانين فأجزاء من درجة وكان انتهاء الفلك في الإقبال في أول سنة خمس وستين ومائتين ليزدجرد إلى خمس درجات واثنتي عشرة دقيقة وخمس وأربعين ثانية وقد يراد كمية درج ما يخرج من حركة الفلك على مواضع الكواكب المتحيرة ومجازي الشمال والجنوب والكواكب الثابتة إن كان الفلك مقبلا وإن كان راجعا فينقص ما يخرج من درج رجوعه ودقائقه من ثماني درجات ويزاد ما بقي على مواضع الكواكب لتصح مواضعها على التحقيق بحسب ما يظهر من الرصد والذي يلحق الكواكب من الزيادة في وقتنا هذا قدر كمية الدرج التي وقف عليها من حركة الفلك في الوقت الذي حددناه على القانون أو قريبا منه
والمتفق عليه مما قدمنا ذكره من اختلاف أقاويلهم في العنصر المستنبط منه قدر كمية أزمان الدول ما كان من جهة ما دلت عليه القرانات لأن الأقوال التي اتفقت في ذلك إلى الإخبار هو ما وقع من اتفاق دلالات الافاقات عن دلالات القرانات في تلك الأزمان التي وضعوها فاخذوا تلك الاتفاقات أصولا دون الأصل الذي فيه كانت الدلالة على ذلك فعرض لهم الاختلاف واعتقادهم إنما اعتقدوه من هذه الجهة
فإذ قد أتينا على ما أردنا شرحه فلنقطع الفصل الثامن من المقالة الثانية لأنه تمامها وبالله التوفيق
انتهت المقالة الثانية يتلوها المقالة الثالثة إن شاء الله وهو المستعان
Shafi 156