وقد تعرض عند استكماله عشر دورات من دوراته أحوال وتغايير كثير من ظهور النبوة وانتقال الدول والملل والسير على حسب ما سنصف ليكون معتبرا به في الأزمان المستأنفة وهو أنه لما استكملت لزحل عشر دورات في أيام دارا بن دارا دورات كان ظهور الإسكندر بن فليش اإلينا وذهاب دولة الفرس ولما استكملت له عشر دورات آخر من دوراته ظهر أردشير بن بابكان فرد دولة الفرس وقوم أمورهم فلما استكملت له عشر دورات آخر من دوراته ظهر عيسى بن مريم عليه السلام بتغيير الملة ولما استكملت له عشر دورات آخر من دوراته ظهر ماني وأتى بدين ما بين المجوسية والنصرانية ولما استكملت له عشر دورات آخر من دوراته أتى النبي عليه السلام بدين الإسلام الواضح وربما تقدمت الأحداث قبل استكمال عشر دورات فيكون الحدث في الدور التاسع وربما تأخرت عن عشر دورات فيكون الحدث في الدورة الحادية عشرة وذلك على قدر ما توجبه القرانات المتقدمة لذلك من طول المدة أو قصرها
وقد ذكر صنف منهم آخرون أن مقدار كمية أزمان الدولة تكون على قدر كمية الأزمان الموضوعة للكوكب الدال على أهل الدولة وأتوا على ذلك بمثال فقالوا إن زحل لما كانت له الدلالة على الخلفاء كان لبث الدولة فيهم رصه سنة التي هي دور زحل بالتقريب ولما كانت الدلالة للمشتري على الفرس كان لبث الدولة فيهم أربعمائة سنة وسبعا وعشرين سنة ومن مثل هذه الجهة يجب أن تكون مدة دولة الروم على قدر ما لكوكبها الذي هو النير الأعظم الدال عليها من الأزمان الموضوعة وهي ألف وأربعمائة سنة وستون سنة وعلى هذا يجب أن تكون مدة دولة العرب على قدر ما لكوكبها الذي هو الزهرة الدال عليها من الأزمان الموضوعة التي هي خمسمائة سنة وأربع وثمانون سنة وهو قريب مما ذكرنا
Shafi 152