الفصل الثامن في دلالات اقتران النحسين في سائر البروج وحلولهما في المثلثات على الأحداث السفلية الكائنة عن تأثيراتهما وما شاكل ذلك
فإذ قد أتينا بجمل من حالات اقتران زحل والمشتري في المثلثات والمريخ من أحد الكواكب العلوية وله الدلالة القوية على الملوك والدول عند مقارنته لزحل وإن لم يكن لمقارنته لزحل من القوة كقوة مقارنة المشتري لزحل على التغايير فإن دلالته من أحد الأشياء المحتاج إليها في الاستشهاد على حسب ما دلت عليه مقارنة المشتري لزحل وإذا كان الأمر كذلك فلنخص دلالتهما في هذا الفصل ليكون من إحدى المهمات لتقدمة المعرفة على أحوال الدول والملل من جهة القرانات بيمن الله
فنقول إن أظهر الدلالات الكائنة عن تأثير اقتران زحل والمريخ في برج السرطان إذ كان هذا البرج وبالا لزحل وهبوطا للمريخ ولما كانت الدلالة لهذا البرج على العراق مع المشتري والعقرب مع الزهرة على العرب والميزان مع زحل على الروم والجدي مع عطارد على الهند والأسد مع المريخ على الترك والشمس ومع الدلو على تخوم الروم والسنبلة مع القمر على تخوم الترك كما قد بينا في الفصل الخامس من هذه المقالة وكان كل برج له دلالة على ناحية من النواحي لأنه ربما كانت المدينة تنسب إلى أحد البروج والمبتز عليها غير صاحب ذلك البرج كدلالة السرطان مع المشتري على العراق لأن المشتري هو المبتز على البرج الدال على العراق وذلك من يط درجة إلى كو درجة منه لأن مقداركمية هذه الدرج من برج السرطان حد المشتري الدال على العراق فمتى حلت السعود هذا المكان أو نظرت إليه من التثليث أو التسديس دل ذلك على حسن حال أهل العراق وعلى قوة ملكهم وخصب بلادهم وحلول النحوس فيه ونظرها إليه من التربيع أو المقابلة دل على الشر وانتقال الملك وإراقة الدماء إذا كانت المثلثة التي انتقل القران إليها قد أوجبت ذلك وخاصة إذا اجتمع النحسان من غير مناظرة السعود
Shafi 122