الفصل الثالث في كيفية معرفة كمية لبث الملك في أهل الملة المنتقلة إليهم وقوتهم وضعفهم وعدد ملوكهم وما يصنع أهل المملكة المنتقلة إليهم بأهل المملكة الزائلة عنهم
وإذ كان الأوجب أن يكون تاليا لما قدمنا في الفصل الثاني من معرفة النواحي التي تنتقل إليها الدولة ومواضع مدنهم منها معرفة كمية لبث الملك فيهم فنقول إن كيفية معرفة ذلك هو أن ينظر إلى موضع سهم الملك من طالع انتقال القران الدال على دولتهم
فإن كان في وتد وصاحبه في وتد دل على أن مدتهم تكون بقدر أزمان الدور الاعظم الذي هو تسعمائة سنة وستون سنة شمسية وإن كان السهم زائلا عن الوتد وصاحبه في وتد دل على أن مدتهم تكون بقدر أزمان الدور الأوسط الذي هو مائتان وأربعون سنة شمسية وإن كانا ساقطين عن الأوتاد لا بنظر إلى الطالع دل ذلك على أن مدتهم بقدر أزمان الدور الأصغر الذي هو عشرون سنة شمسية وربما زادت مدتهم على هذه الثلاثة الأزمان أو نقصت منها على حسب ما يوجبه انتقال القرن من مثلثة إلى مثلثة من ثبات الدولة وزوالها
ويستنبط معرفة أزمان قدر مدتهم من جهة أخرى وذلك أن ينظر إلى القران ومواضع المبتزات من الكواكب والقمر خاصة فإن كانت حالة في الأوتاد فإنه دليل على أن زمان قدر مدتهم تكون بقدر القسم الاعظم أيضا وإن كانت فيما يلى الأوتار دلت على القسم الأوسط وإن كانت زائلة عن الأوتاد دلت على الأصغر
Shafi 60