وإن كانت الفردارية لزحل دل ذلك على كثرة الأحزان والهموم بأرض بابل وآفات تعرض بأرض فارس وعلى ذل أهلها وهزيمتهم وتنقلهم ويكثر ظهور العلامات والآيات المهولة في الجو ويفتقر الناس ويكثر الأراجيف ويغزو الملوك بعضهم بعضا ويشتد الحرب بيهم ويعرض للناس الأسقام والموت ويشمل البلاء والموت لأكثر أهل الأقاليم وينجو من ذلك أهل بابل ويزكو لهم الزرع والثمار وتخصب أرضها
وإذا كانت الفردارية للذنب فإن ذلك دليل على ظهور الفجور وضيق الأمور على الناس وحسن حال أهل فارس والهند والروم
وإذا كانت الفردارية للمريخ فإن ذلك دليل على حسن حال أهل فارس مدة سنتين من سني فرداره وعزتهم وعلى مذلة تنال أهل الروم وآفات وينال أهل بابل العز مع السلامة من الآفات والعاهات مع كثرة الرفع والخصب وعلى غزو أهل فارس لأهل الروم مع كثرة القتال بيهم واستعمال أهل القرى بعضهم لبعض مع كثرة الزعارة وربما عرضت لهم الأمراض والقروح
وإذا كانت الفردارية للزهرة دل ذلك على كون السلامة والسرور في كثر الأقاليم في كلية فردارها وحسن حال أهل بابل والعرب والروم وتستعمل الناس الشكر والوفاء والمحبة والعفو والنسك والاجتهاد في العبادة مع ظهور العلامات والأيات الصالحة في الجو والأرض ويتعففن النساء ويتهادون الملوك وتجرى بينهم الكتب والرسائل ويزكو رفع الأرض ويعمرعامرها ويفرح الملوك والرعية بأموالهم وأولادهم ويكثر اللؤلؤ وصيد البحر وطير الماء ونتاج الغنم والخصب ويظهر العدل والأمن والعافية والصلاح والنسك ويصيب أهل الهند بلاء وشر وجور ويأمر الملوك بحفر نهر عظيم
Shafi 508