143

الفصل السادس في كيفية معرفة خاصية دلائل القمر على مثل ذلك

فإذا قد قدمنا في الفصل الخامس معرفة كيفية دلائل عطارد فلنذكر في هذا الفصل دلائل القمر

فنقول إنه إذا كانت له الدلائل التي وصفنا وكان مختصا بها على النوع الإنسي دل ذلك على قتال يعرض بين الملوك والعوام وكثرة الشر في الناس وظهور اللصوص والانتقاص في جميع المدائن وكثرة ما يعرض للملوك من الاغتمام بسبب مخالفة جندهم لهم وقلة نفعهم لكثرة ما يظهر من غشهم لهم مع تمرد الروم ومحاربة العرب لأهل فارس وكثرة الضرر من السباع فإن كانت دلالته على النوع البهيمي وسيما الذي يستعمله الناس دل على وقوع الموت فيه وإن كانت دلالته على العنصر الهوائي دل على كثرة الأمطار وإن كانت دلالته على العنصر المائي دل على كثرة المياه والمدود وإن كانت دلالته على العنصر الأرضي دل ذلك على فساد الشجر بأسباب المدود

فأما دلالته من جهة ممازجته لبرج الحمل عند موازاته له فدل على مدود الأنهار ونقصان الطعام وإن ظهر فيه دل على ظهور الفرح والسرور والخير في العالم وعلى تخلص قوم كثير من المحابس و تجاة العظماء والأشراف من الشدائد وحسن عفو الملوك مع ضرر المواشي

وإن كان موازيا لبرج الثور دل على كثرة الأحزان والقتال واليرقان والقحط والأوجاع العارضة للناس مع ضرر ينال الناس وكثرة الأمطار وشدة البرد ونقصان الطعام والشراب والثماروإن ظهر فيه دل على حسن ظنون الناس واشتداد سرورهم وفرحهم بالنساء وعلى كثرة البقر وسلامة الغلات وكثرة العشب

Shafi 300