الفصل السادس في كيفية معرفة خاصية دلائل القمر على مثل ذلك
فإذا قد قدمنا في الفصل الخامس معرفة كيفية دلائل عطارد فلنذكر في هذا الفصل دلائل القمر
فنقول إنه إذا كانت له الدلائل التي وصفنا وكان مختصا بها على النوع الإنسي دل ذلك على قتال يعرض بين الملوك والعوام وكثرة الشر في الناس وظهور اللصوص والانتقاص في جميع المدائن وكثرة ما يعرض للملوك من الاغتمام بسبب مخالفة جندهم لهم وقلة نفعهم لكثرة ما يظهر من غشهم لهم مع تمرد الروم ومحاربة العرب لأهل فارس وكثرة الضرر من السباع فإن كانت دلالته على النوع البهيمي وسيما الذي يستعمله الناس دل على وقوع الموت فيه وإن كانت دلالته على العنصر الهوائي دل على كثرة الأمطار وإن كانت دلالته على العنصر المائي دل على كثرة المياه والمدود وإن كانت دلالته على العنصر الأرضي دل ذلك على فساد الشجر بأسباب المدود
فأما دلالته من جهة ممازجته لبرج الحمل عند موازاته له فدل على مدود الأنهار ونقصان الطعام وإن ظهر فيه دل على ظهور الفرح والسرور والخير في العالم وعلى تخلص قوم كثير من المحابس و تجاة العظماء والأشراف من الشدائد وحسن عفو الملوك مع ضرر المواشي
وإن كان موازيا لبرج الثور دل على كثرة الأحزان والقتال واليرقان والقحط والأوجاع العارضة للناس مع ضرر ينال الناس وكثرة الأمطار وشدة البرد ونقصان الطعام والشراب والثماروإن ظهر فيه دل على حسن ظنون الناس واشتداد سرورهم وفرحهم بالنساء وعلى كثرة البقر وسلامة الغلات وكثرة العشب
Shafi 300