قال: فجعل ابن أبي دؤاد ينظر إليه ويلحظه متغيظا عليه. قال أبي، وقال بعضهم: أليس قال: {قل الله خالق كل شيء}؟ قال: قلت: قد قال: {تدمر كل شيء} فدمرت كل شيء إلا ما أراد الله عز وجل؟!. قال: فقال بعضهم فيما يقول، وذكر حديث عمران بن حصين: ((إن الله عز وجل كتب الذكر)) قال: فقال: ((إن الله عز وجل خلق الذكر)). فقلت: هذا خطأ، حدثناه غير واحد: ((إن الله عز وجل كتب الذكر)) فقال المتكلم منهم: ((خلق الذكر)). قال أبي: فقلت: هذا خطأ، حدثناه غير واحد: ((إن الله عز وجل كتب الذكر)). قال أبي: فكان إذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دؤاد فتكلم. فلما قارب الزوال قال لهم: قوموا، ثم احتبس عبد الرحمن بن إسحاق، فخلا بي وبعبد الرحمن، فقال لي: أما كنت تعرف صالحا الرشيدي؟ وكان مؤدبي، وكان في هذا الموضع جالسا وأشار إلى ناحية من الدار. قال: فتكلم وذكر القرآن فخالفني، فأمرت به فسحب ووطئ.
Shafi 55