أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا أبو محمد الحسن بن عبد الملك بن محمد ببغداد، وأخبرنا أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن خضير الصيرفي ببغداد، أخبرنا أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر، وأبو طالب عبد القادر بن محمد، قالوا: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك البرذعي، حدثنا عبد الرحمن ابن أبي حاتم، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن أبي الحواري عن بعض أصحابه، قال: قال أحمد بن حنبل: ما سمعت كلمة كانت أوقع في قلبي من كلمة سمعتها من أعرابي في رحبة طوق، وقال لي: يا أحمد، إن قتلك الحق مت شهيدا، وإن عشت عشت حميدا؟ قال أبي. فكان كما قال، لقد رفع الله شأن أحمد بعدما أمتحن، وعظم عند الناس وارتفع أمره جدا.
أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا أبو محمد الحسن بن عبد الملك بن محمد بن يوسف، وأخبرنا أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن خضير الصيرفي ببغداد، أخبرنا أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر، وأبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، قالوا: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن عمر بن أحمد، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز البرذعي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا أبي، قال: قال إبراهيم بن الحارث العبادي من ولد عبادة بن الصامت، وكان رافقنا في بلاد الروم: حضر أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، أبو محمد الطفاوي، فذكر له حديثا، فقال أبو عبد الله: أخبرك بنظير هذا، لما أخرجنا جعلت أفكر فيما نحن فيه، حتى إذا صرنا إلى الرحبة أنزلنا خارجا من البيوت مما يلي البرية، فعامة من كان معنا ناموا، فجعلت أفكر في تلك البرية وماذا أقول إذا صرت إلى ذلك، فأنا في تلك الحال إذ مددت بصري إذا بشيء لم أستبنه، فلم يزل يدنو حتى استبان، فإذا بأعرابي عليه ثياب الأعراب قد دنا، وجعل يتخطى تلك المحامل حتى صار إلي، فوقف علي فسلم ثم قال: أنت أحمد بن حنبل؟ فسكت تعجبا، ثم قال الثانية: أنت أحمد بن حنبل؟ فسكت فلم أجبه، فبرك على ركبتيه وقال: أنت أبو عبد الله أحمد بن حنبل؟ قلت: نعم، فقال: أبشر واصبر، فإنما هي ضربة ههنا، وتدخل الجنة هنا.
Shafi 32