أخبرنا أبو المحاسن عبد الرزاق بن إسماعيل بن محمد بن عثمان القومساني بهمذان، أخبرنا الحافظ أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي، أخبرنا أبو العلاء محمد بن طاهر العابد، أخبرنا محمد بن الفضل، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني عمر بن إبراهيم بن يحيى، حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن القاسم، قال: سمعت أحمد بن محمد المروذي، يقول: سمعت إسحاق بن راهويه، يقول: خرجت مع أحمد بن حنبل في آخر حجته التي حج فيها، فلما أن صرنا على عقبة المدينة فإذا نحن بشيخ يحمل في محفة، وقد سقط حاجباه على عينيه من الكبر قد شدها بعصابة، وإذا حوله مشيخة وشباب، وقائل يقول: أيكم أحمد بن حنبل؟ فأومأ الناس بأيديهم إلى أحمد، فأقبل الرجل حتى وقف بين يديه، فقال: أنت أحمد بن محمد بن حنبل؟ قال له: كذلك تزعم أمي، قال له: أتعرفني؟ قال: اللهم لا، قال: أنا من ولد عبيد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رأيت البارحة النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر في المنام، وكانوا قد عبروا على جسر بغداد، فسقط رداء رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شقه الأيمن، فأقبلت أنت يا أحمد فشلت الرداء حتى وضعته على كتف رسول الله صلى الله عليه وسلم : فالتفت إليك النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما وقالوا لك: أبشر، فإنك غدا رفيقنا في الجنة. فقال شيخ ممن حضر في ذلك مع أحمد بن حنبل: إن الرداء الذي رده أحمد على كتف رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يردها أحمد على الناس، قال: فكان أحمد إذا ذكر هذا الحديث نكت بإصبعه الأرض، ثم قال: وددت لو أن الجبل ساخ بي أو سار بي ولم أسمع من هذا الكلام. كل ذلك لئلا يتكل أحمد على شيء من القول.
أخبرنا أبو المحاسن عبد الرزاق بن إسماعيل القومساني، أخبرنا أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي، أخبرنا محمد بن الحسن الواعظ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الجريجي بها، حدثنا محمد بن عبد الرزاق الكشميهني، أخبرنا الحسين بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، حدثنا عبد الله بن موسى بن الحسين البغدادي، حدثنا الحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد البغدادي، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبد الجبار السلمي، سمعت محمد بن سعيد الحربي، يقول: رأيت في النوم كأن القيامة قد قامت، فبينا أنا أدور في عرصاتها فرأيت منبرا منصوبا وفوقه رجل يثني على الله عز وجل أحسن الثناء، فقلت: من هذا؟ فقيل: هذا منصور بن عمار أمره الله عز وجل أن يثني عليه بين أهل الجنة كما أثنى عليه بين أهل الدنيا. ثم جزت فرأيت رجلا بين يديه مائدة، فقلت: من هذا؟ فقيل: هذا معروف الكرخي، جوعه الله في الدنيا فقد أبيح له الأكل في الآخرة. قال: فرأيت رجلا شاخصا بعينيه إلى السماء، فقلت: من هذا؟ فقيل: هذا بشر بن الحارث المروزي، مات اشتياقا إلى الله عز وجل فقد أبيح له النظر إليه. ورأيت رجلا بيده مفاتيح، فقلت: من هذا؟ فقيل: هذا أحمد بن محمد بن حنبل، الساعة بايع الله عز وجل على أن يقف على باب الجنة، فيدخل أهل السنة ويمنع أهل البدعة.
Shafi 25