Miftah Al-Afkar lit-Ta'ahhub li-Dar Al-Qarar
مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار
Nau'ikan
فَالوَصْلُ مَحْفُوف بحب سابق ... وبلاحق وكلاهما صنوان
فرق لطيف بَيْنَ ذاك وبين ذا ... يدريه ذو شغل بهذا الشان
ومزيدهم في كل وقت حاصل ... سبحان ذي الملكوت والسلطان
يا غافلًا عما خلقت له انتبه ... جد الرحيل ولست باليقظان
سار الرفاق وخلفوك مع الأولى ... قنعوا بذا الحظ الخسيس الفان
ورأيت أكثر من ترى متخلفًا ... فتبعهم فرضيت بالحرمان
لكن أتيت بخطتي عجز وجهـ ... ـل بعد ذا وصحبت كل أمان
منتك نَفْسُكَ بالحوق مع القعو ... د عن المسير وراحة الأبدان
ولسوف تعلم حين ينكشف الغطا ... ماذا صنعت وكنت ذا إمكان
وقال ابن القيم ﵀:
فَيَا سَاهيًا فِي غَمْرِة الجَّهْلِ والْهَوَى ... صَرِيْعَ الأَمَانِي عَنْ قَرِيبٍ سَتَنْدَمُ
أَفِقْ قَدْ دَنَى الوَقْتُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ ... سِوَى جَنَّةٍ أَوْ حَرِّ نَارٍ تَضَرَّمُ
وَبِالسُّنَّةِ الغَرَّاءِ كُنْ مُتَمَسِّكًا ... هِي العُرْوَةُ الوُثْقَى الَّتِي لَيْسَ تُفْصَمُ
تَمَسَّكْ بِهَا مَسْكَ البَخِيْل بِمَالِهِ ... وَعَضَّ عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ تَسْلَمُ
وَدَعْ عَنْكَ مَا قَدْ أَحْدَثَ النَّاسُ بَعْدَهَا ... فَمَرْتَعُ هَاتِيْكَ الْحَوَادثِ أَوْخَمُ
وَهَيِّئ جَوابًا عِنْدَمَا تَسْمَعُ النِّدَا ... مِنْ اللهِ يَوم العَرْضِ مَاذَا أَجَبْتُمُ
بِهِ رُسُلِيْ لَمَّا أَتَوْكُمْ فَمِنْ يَكُنْ ... أَجَابَ سوَاهُمْ سَوْفَ يُخْزَى وَيَنْدَمُ
وَخُذْ مِن تُقَى الرَّحْمَنِ أَعْظَمَ جُنَّةٍ ... لِيَوْمٍ بِهِ تَبْدُو عِيَانًا جَهَنَّمُ
وَيُنْصَبُ ذَاكَ الْجِسْرُ مِنْ فَوْقَ مَتْنِهَا ... فَهَاوٍ وَمَخْدُوْشٌ وَنَاجٍ مُسَلَّمُ
وَيَأْتِي إِلَهُ العَالَمِيْنَ لِوَعْدِهِ ... فَيَفْصِلُ مَا بَيْنَ العِبَادِ وَيَحْكُمُ
1 / 67