Miftah Al-Afkar lit-Ta'ahhub li-Dar Al-Qarar
مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار
Nau'ikan
فلما قام أبوها ليأتي النبي ﷺ قالت الفتاة من خدرها لأبويها: من خطبني إليكما؟ قالا: رسول الله ﷺ قالت: أفتردون على رسول الله ﷺ أمره؟ ادفعوني إلى رسول الله فإنه لن يضيعني.
فذهب أبوها إلى النبي ﷺ فقال: شأنك بها. فزوجها جليبيبا.
قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لثابت: أتدري ما دعا لها به النبي ﷺ؟ قال: وما دعا لها به النبي ﵇؟
قال: اللهم صب عليها الخير صبًا ولا تجعل عيشها كدًا كدًا.
قال ثابت: فزوجها إياه، فبينما رسول الله ﷺ في مغزى له قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نفقد فلانًا ونفقد فلانًا ونفقد فلانًا.
ثم قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نفقد فلانًا ونفقد فلانًا.
ثم قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: لا.
قال: لكني أفقد جليبيبا فطلبوه في القتلى.
فنظروا فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه.
فقال رسول الله ﷺ: هذا مني وأنا منه، أقتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه أقتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه.
فوضعه رسول الله ﷺ على ساعديه ثم حفروا له ما له سرير إلا ساعدي رسول الله ﷺ حتى وضعه في قبره.
لله در هذه الأنفس فما أعزها وهذه الهمم فما أرفعها؟
وَلَمَّا رَأوَا بَعْضَ الحَياةِ مَذلةً ... عليهم وعِز الموتِ غَيرَ مُحَرَّمِ
أَبْوا أنْ يَذُوقُو العَيْشَ والذَمُّ وَاقعُ ... عليه وماتُوا مِيْتَةً لَمْ تُذَمَّمِ
ولا عَجَبٌ لِلأَسْدِ إِنْ ظَفِرَتْ بِهَا ... كِلابُ الأَعَادِي مِنْ فَصِيحٍ وَأَعَجَمِ
فَحَرْبةُ وحْشِىٍّ سَقَتْ حَمزةَ الرَّدَى ...
1 / 174