230

Micyar

المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب

Nau'ikan

فأجاب الجواب عندي في الآية الكريمة أنه إنما عدل عن ذكر الأنف إلى ذكر الخرطوم, مع كون الخرطوم لا يطلق لفظه على الإنسان لغة, إنما هو إخراج للموسوم عن الحقيقة. إن هم كالأنعام بل هم أضل وخص الأنف بالسمة تنبيها على أن الأنف في كلام العرب موضع الفخر والكناية عن الحسب, قال الحطيئة.

قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يسوى بأنف الناقة الذنب

وقول من قال:

شم الأنوف من الطرازالأول.

وهو أكثر من أن يذكر وإذا أرادوا الحماية عن الحريم وغيره قالوا فيه أنفة, وأنف من الأمر؛ وإذا وصفوا بالكبر قالو أنف في السماء واست في الماء؛ وإذا دعوا له قالوا: لا أصغر الله أنفه, وعلى الضد: أرغم الله أنفه. وجاء: وإن رغم أنف أبي ذر. وإنما كان الأنف موضع كناية عن الكبر لأنه حاسة تبعث بإدراكها على ما يستطاب من الروائح الطيبة فيقبل الشام, وتحمل تارة على الأعراض بحسب الصارف من الأمور الكريهة المشمومة. ولما كان كفر هؤلاء الكفار إنما عناد الأكثرين جاءت الآية منبهة على وسمه على الأنف المستعمل كثيرا في الأنفة وإلا بآية مناسبة في العقوبة وكون الكبر هو المانع. ولا يرد علينا مثلا كون الجبهة محلا للسجود, فإنا نقول: الآية على المخاطبات اللغوية وعلى أسلوب الخطابة من مجاز وكناية وتشبيه وغير ذلك مما تنصرف فيه العرب من أساليب البلاغة. وأما السجود على الجبهة فمن التكاليف الشرعية وهي من السبعة الأعضاء التي أخبر صلى الله عليه وسلم

[183/1] أنه أمر بالسجود عليها, والأنف أيضا لم يخرج عن السجود ولو خرج ما ضر. ولو كلفنا بالجبهة وحدها لم يقدح فيما نحن فيه لاختلاف البابين والله أعلم.

[من قام لخامسة وسبح له فلم يرجع]

وسئل فقيه الجزائر أبو الحسن سيدي علي الحلبي عن إمام سجد واحدة من الرابعة وقام لخامسة فسبحوا به فلم يرجع, ما يفعل المأمون؟

Shafi 230