254

Micraj Ila Kashf Asrar

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

ويمكن الجواب بأن العلم بالشيء تفصيلا على جهة الاكتساب لايمنع من علمه على سبيل الجملة ضرورة، ونحن نقول: بأنا عند مشاهدة الجسم نعلم ضرورة وجوده على سبيل الجملة ونعلم حصوله على صفة الوجود واختصاصه بها لكونه متحيزا وقد علمنا أن شرط التحيز هو الوجود ولامانع من ذلك فإنا عند مشاهدة الجسم ذي اللون نعلم لونه على سبيل الجملة ضرورة مع أنا لانعلم أن لونه ذات مستقلة إلا بالاستدلال وكذلك لايعلمونه صفة بالفاعل إلا بالاستدلال وكذلك المدعي لكونه بعض الجسم فهلا علمنا الوجود على الجملة ضرورة وإن لم نعلم أنه صفة زائدة أو نفس الذات إلا بالاستدلال وقول الإمام يحيى عليه السلام في هذه الحجة لأنا إذا شاهدنا جسما أو عرضا إلى آخره يلزم منه كون العرض ذاتا وهو لايقول به.

ومنها: أن قولكم هذه تقتضي أن يكون مع الله تعالى في الأزل أشياء وهو خرم لقاعدة التوحيد، وأجاب الحاكم بأنا نقول أنه تعالى يعلم الأشياء ولايقول معه أشياء لأن مع للمقارنة فيقتضي الوجود.

ومنها: قوله تعالى {وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا}، وقوله عليه الصلاة والسلام: <كان الله ولاشيء ثم خلق الذكر>.

وأجاب أصحابنا بأن هذا معارض للدلالة القاطعة فيجب تأويله فنقول: أما قوله تعالى: {ولم تك شيئا} فالمراد ولم تك شيئا موجودا ينتفع أو ينتفع به لأن ذلك من توابع الوجود أو يكون المراد لم تكن شيئا مذكورا كما قال في آية أخرى وذلك لن الكلام ورد للامتنان ولا منه في أن يسمى شيئا وكذلك الحديث إن صح فالمراد ولاشيء موجود ولامانع من أن يورد الإسم لبعض ما يستعمل فيه.

فصل

قوله: (إذا ثبت أن المعدوم شيء فكلما كان من الألفاظ لايفيد الوجود لفظا).

Shafi 274