Micraj Ila Kashf Asrar
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Nau'ikan
الثالثة: لمنكري المعاد وهي مشهورة وهي أن القول بالقيامة على ما جاءت به الأنبياء ونطقت به الشريعة محال لأن ذلك يتضمن إعدام هذا العالم الذي نحن فيه وإيجاد عالم آخر وذلك باطل لأصول كثيرة مقررة في كتبهم، وأجاب الله تعالى عن هذه الشبهة بإلزام المنكرين كونه خالقا لهذه السموات والأرض ومتى سلم للخصم ذلك لزمه كونه سبحانه قادراص على إعدامها لأن ما صح عليه العدم في وقت صح عليه العدم في كل الوقات ويلزمه أيضا تسليم كونه قادرا على إيجاد عالم آخر لن القادر على الشيء يكون قادرا على مثله لامحالة فظهر بما أشرنا إليه أنه سبحانه جمع في هذه الآيات بين الدليل على إثبات المعاد وبين إيراد شبههم ثم سرد الجواب عليهم على أبلغ شيء وأحسنه.
قال عليه السلام: فأما الآيات الدالة على إثبات الصانع والنبوة والرد على منكريهما فأكثر من أن تحصى وإذا كان كذلك فكيف يمكن أن يقال أن الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة كانوا منكرين للخوض في هذه الأدلة لن الله تعالى أمر نبيه بالجدل في قوله: {وجادلهم بالتي هي أحسن} وإذا ثبت هذا تقرر أن النهي عن الخوض في الكلام في المعقولات ما كان مطلقا، وإنما ورد عن تكثير الشبه وإيراد الضلالات وهذا مما لانزاع فيه.
نكتة
ذكر في السيرة النبوية أن سبب نزول هذه الآيات الشريفة التي منها: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه} أن أبي بن خلف مشى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعظم بال قد رفت فقال: يامحمد أنت تزعم أن الله يبعث هذا بعدما أرى ثم فته بيده ثم نفخه بالريح نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: نعم أنا أقول ذلك يبعثه الله وإياك بعدما تكون هكذا ثم يدخلك النار، ونزلت الآيات بعد ذلك.
قوله: أو تجويزا للتقليد ونحو ذلك مما يصرف عن النظر.
Shafi 191