155

Micraj Ila Kashf Asrar

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

واعترض كلام أبي علي بأن العلم بأنه مخالف لنا لايثبت إلا بعد العلم بأنه ليس بجسم والعلم ينفي التجسيم لايحصل لنا مالم يحصل العلم بأنه قادر عالم موجود قديم فإن أراد أبو علي أن العلم بالله لايتعلق حتى يحصل هذه العلوم لم يصح فإن عند العلم بأ،ه قادر يتعلق العلم به عند جميع المتكلمين.

وأجيب بأنه ما عنى بقوله مخالف لنا إلا أن العلم لايتعلق بذاته تعالى حتى يعلم أن الأجسام لم تحدث أنفسها أو لا أحدثها شيء من الأجسام ....... المتعلق علمنا بها في الحال.

قيل ي: والولى أن مراد أبي علي ما يقتضيه ظاهر قوله وهو أن أول علم بالله عنده أن يعلم أن لها محدثاص وأنها لم تحدث أنفسها ولا أحدثها جسم ولا بصر توقف تعلقه على العلم بنفي الجسمية وفي كلام ابن الملاحمي والمحيط ما يقضي بذلك وأن أبا علي لا يثبت العلم متعلقاص بذات الله تعالى حتى يعلم أنه لايشبه المحدثات.

قال الفقيه قاسم ما معناه: ومذهب أبي علي وإن كان أنه لايعلم الله إلا بعد العلم بنفي التجسيم فهو تقدم الكلام في أن الأجسام لم تحدث نفسها ولايحدثها غيرها مما هو مماثل لها.

فصل

قوله: ومعرفة الله مقدورة لنا لقدرتنا على شبهها وهو النظر.

قد تقدم بيان أن النظر سبب في المعرفة وأن فاعل السبب فاعل المسبب، والفاعل من وجد من جهته بعض ما كان قادرا عليه، فأما قدرتنا على النظر فلما ذكره من وقوعه بحسب قصودنا ودواعينا وذلك دليل واضح على أنا قادرون عليه وسياتي تقريره في مسألة الأفعال.

قوله: ظاهر التهافت.

قال ابن فارس: هو تساقط الشيء شيئا بعد شيء ومنه تهافت الفراش في النار، وكل شيء انخفض واتضع فقد هفت وانهفت.

قوله: إقرار بالجهات بالله تعالى.

Shafi 175