Micraj Ila Kashf Asrar
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Nau'ikan
فنقول: أما التقليد في اللغة فهو مصدر قلد تقلد، ويستعمل في جعل القلادة في عنق الحيوان وقلادة كل حيوان بحسب ما يعتاد أن يوضع في عنقه في كل وقت وموضع، فقلادة المرأة من الحرز ونحوه وقلادة الإبل من مفتول الصوف والقطن والشعر، وقلائد الخيل من الأدم ولها هيئة مخالفة لقلائد الإبل، ونحو ذلك ذكره بعضهم. وأما حقيقة التقليد اصطلاحا فقد تقدمت وأجود ما قيل في تحديده: قبول قول الغير من غير حجة ولاشبهة زائدة على حاله ولفظ القبول يتضمن القبول بالقول والظن والاعتقاد فأي ذلك كان فهو تقليد، وقلنا زائدة على حالة ليدخل من اتبع قول غيره لما يرى عليه من سيماء العلم والعفاف والورع فإنه يسمى مقلدا ولايصير بهذه الشبهة غير مقلد لأنها شبهة لم يرد احتجاجا على المسألة ولاتصويرا لدليل عليها ولايكاد يتبع مذهب ذاهب إلا لشبهة يرجع إلى حاله وأوصافه مع عد ذلك تقليدا وهذه الحقيقة لها شبه باللغوية لأن العالم والعامي كل واحد منهما علق ما أراد في عنق صاحبه فكل واحد منهما يسمى مقلدا أو مقلداص بفتح اللام وكسرها فيسمى العالم مقلدا بالفتح لأن العام جعل ما يذهب إليه ويدين به كالقلادة في عنقه وبالكسر من حيث أنه جعل قوله قلادة في عنق العامي والعامي مقلد بالكسر من حيث أنه جعل ما يدين به كالقلادة في عنق العالم وبالفتح من حيث أن العالم جعل مذهبه كالقلادة في عنقه والأدلة على عدم جواز التقليد ههنا ما ذكره المصنف.
قوله: أو دلالة فيبطل التقليد. فيه سؤال وهو: أن يقال ما أنكرت أن يكون الاستدلال طريقا لبعض والتقليد طريقا لبعض فلم حكمت لأجل ما ذكرت ببطلان التقليد.
وجوابه، من وجهين: أحدهما أن عند أكثر ........... للتقليد أن التقليد هو الطريق لكل أحد وأنه لاطريق إلا هو إذ صرحوا بالمنع من النظر والاستدلال وقد صح بما بينه أنه لابد أن ينتهي التقليد إلى من علم ما علمه عن غير تقليد.
Shafi 156