160

Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Mai Buga Littafi

دار الرسالة العالمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

فذكر لهم ذلك (^١). وفي هذا بيان أن معرفة من هو الحليس من قِبل رسول الله ﷺ وأنه من قوم يعظمون العبادة كان له الأثر في التأثير عليه، وذلك كان على مرأى من الصحابة فكان درسًا لهم وتعليمًا لدعاتهم. ومعرفة المدعو تفتح أبواب التعامل معه، وتوضح طرق إقناعه والتأثير عليه؛ لأن في ذلك سبرًا لشخصيته، والداعية يجب عليه ذلك؛ حتى لا يخسر هذا المدعو، بل أيضًا لا يجعله عدوًا للدعوة في أسوأ الاحتمالات. إن المدعوين بشكل عام لا يتشابهون بل يختلفون في أمور كثيرة، فمثلًا هناك الاختلاف العقدي كالفرق بين المشركين وأهل الكتاب، وبين أهل الكتاب أنفسهم، والفرق بين الأعراق كالفرق بين العرب والفرس والروم والزنج وغيرهم، والفرق بين القبائل العربية من حيث العادات والتقاليد، بل حتى الفرق بين أفراد القبيلة الواحدة، ومن ذلك ما دللنا عليه سابقًا فيما حصل في الحديبية مع الحليس بن علقمة وتعظيمه للهدي، وأن غيره من قومه لا يعظمون الهدي. فتجهيز الداعية قبل الدعوة بالمعرفة التامة الوافية بالمدعو فيه إعداد سليم لذلك الداعية وتحصين له، ومن ذلك حديث معاذ ﵁ قال: بعثني رسول الله ﷺ فقال: (إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض ... (، فقد أخبره ﷺ بمن سيدعو حتى يعلم كيف يدعوهم ومتى يدعوهم. ففي هذا

(^١) انظر: السيرة النبوية، ابن هشام، ٢/ ٢٦٦ - ٢٦٧.

1 / 169