116

Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Mai Buga Littafi

دار الرسالة العالمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

قصة إرسال خالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب في نجران وكتابه إلى رسول الله ﷺ بيان على أن من ضوابط الدعوة هو الزاد الذي تزود به الصحابة من علم ليتموا دعوة الله، يذكر ابن هشام في السيرة أن خالد بن الوليد كتب إلى رسول الله ﷺ كتابًا يقول فيه: "من خالد بن الوليد: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: يا رسول الله صلى الله عليك، فإنك بعثتني إلى بني الحارث بن كعب وأمرتني إذا أتيتهم ألا أقاتلهم ثلاثة أيام وأن أدعوهم إلى الإسلام فإن أسلموا أقمت فيهم وقبلت منهم وعلمتهم معالم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه، وإن لم يسلموا قاتلتهم، وإني قدمت عليهم فدعوتهم إلى الإسلام ثلاثة أيام كما أمرني رسول الله ﷺ وبعثت فيهم ركبانًا قالوا: يا بني الحارث، أسلموا تسلموا، فأسلموا ولم يقاتلوا، وأنا مقيم بين أظهرهم آمرهم بما أمرهم الله به وأنهاهم عما نهاهم الله عنه، وأعلمهم معالم الإسلام وسنة النبي ﷺ حتى يكتب إليَّ رسول الله ﷺ والسلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته" (^١). فهنا كان خالد بن الوليد ﵁ يعلمهم بعلمه لقوله: "آمرهم بما أمرهم الله وأنهاهم عما نهاهم الله عنه، وأعلمهم معالم الإسلام وسنة النبي ﷺ (، فكان ذلك هو الضابط والمقياس للدعوة لدى الصحابة. وكان العلم هو العين التي ينظر من خلالها الصحابة والمعين الذي ينهلون منه في دعوتهم، فلا يقولون في الإسلام إلا بما علموا وعرفوا، فكان حصنًا لهم من الانحراف والميل عن الحق.

(^١) السيرة النبوية، ابن هشام، ٢/ ٥٠٠.

1 / 123