حيث تبنته سيدة يقاسمها حياتها هوايتها الموسيقى وواجباتها بوصفها سيدة بيت ترك لها زوجها الفقيد المركيز (دوفرانليو) اسمًا بين العائلات النبيلة التي تقطن حي سان جرمان.
وهذه المرأة النبيلة التي تبنت صديقنا (مرسولين) تبنت كذلك مجموعتنا التي كانت تضم أيضًا (ريمون)، إذ تزوجت أمه في شرق فرنسا بعد وفاة الأب، وهو الآن مساعد موثق مشهور بباريس، وكانت ميزته الصمت مثل أصحاب مهنته غير أنه كان رقيق الشعور كابن عائلة مؤدبة، ثم (جان سانشيز) الذي كان يفخر بجدته الشاعرة العجوز التي تهدي قصائدها للإله (بعل)، وربما يفخر باعتباره يمتّ لعرق إسباني تعتريه الخيلاء والكبرياء، ثم (بنيجن) الجرماني الأصل وآخرون.
فأضفتُ إلى (المجموعة) واحدًا ربما كان أغربهم لأنه مسلم جزائري. وكان هؤلاء الأفراد كلهم يلتحمون فيما بينهم بفضل الروح التي تبثها (الوحدة) بين كل أفرادها، من (نازيل) إلى أصغر شبل تقوده أمه من يده لعشاء ليلة الأحد، إذ كانت هذه المناسبة تجمع أسبوعيًا، كل أعضاء جمهورية (تريفيز) في مأدبة تنتهي دائمًا بطلب الحاضرين.
- كلمة يا (نازيل)! كلمة يا (نازيل)!
يخرج هذا الطلب من كل الصدور بنفس واحد ووزن واحد، فيقوم دائمًا (نازيل) ليقدم التحيات وبلاغًا خاصًا بحياة الجمهورية.
وكانت هذه الألوان الاجتماعية غريبة عني بأنسها وبساطتها، لم أعهدها حول عالم من علمائنا ولا زعيم من رعمائنا.
ويتبع أحيانًا هذا العشاء مهرجان سينمائي أو تمثيلية في القاعة الكبرى، حيث يجد كل مشارك قسمًا من الإنجيل على مقعده ليسهم في الطقس الذي يقام قبل المهرجان، فيصعد حينئذ (نازيل) على أخشاب المسرح ليقيم الطقس بكل خشوع.