Mazdakism: The Origin of Socialism
المزدكية هي أصل الاشتراكية
Mai Buga Littafi
دار الكتاب
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٣٩٤ هـ - ١٩٧٤ م
Inda aka buga
الدار البيضاء
Nau'ikan
بيع العنب ممن يتخذه خمرا لوعيد البائع بالنار، وهو مع القصد محرم إجماعا، فما حرمه الله ورسوله فهو حرام ليس لأحد من الناس أن يحله، ومن تعمد المخالفة فقد رضي لنفسه بالدخول إلى نار جهنم واقتحامها عن عمد وإصرار، فالممنوع ممنوع تعاطيه إلا لضرورة ملحة خشية أن تذهب معها روحه، أما الأعذار الأخرى ككونها مادة وموردا ذا بال في ميزانية الدولة، أو كون المستعمرين هم الذين غرسوا شجرتها وأنتجت وقلعها الآن يؤدى إلى خسارة في المال إلى غير هذا من الأعذار فهي كلها باطلة، لا ينسخ الشرع بها، وتوقف أحكامه بسببها.
التداوي بالخمر - وهل يجوز للمسلم أن يستعمل دواء فيه خمر؟
ذلك ما ورد النهي فيه عن صاحب الشرع ﷺ، فقد أخرج مسلم في صحيحه وأبو داوود في سننه، أن طارق بن سويد سأل رسول الله ﷺ عن الخمر يصنعها للدواء، فقال له رسول الله ﷺ: «إنها ليست بدواء ولكنها داء» (١) وفي هذا المعنى ما أخرجه البيهقي عن أم سلمة ﵂، أن النبي ﷺ قال: «إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم» (٢) وجاء في بعض الروايات بيان من رسول الله ﷺ بين فيه أن الخمر لا منفعة فيها بعد أن حرمها الله فقد جاء في هذه الرواية قوله: «إن الله تعالى لما حرم الخمر سلبها المنافع» (٣) وهذا كأنه رد على من يعتمد على ظاهر الآية القرآنية وحدها، وهي قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ (٤) فبين الرسول ﷺ أن الله نزع من الخمر جميع المنافع بعد أن حرمها على المسلمين، فلا منفعة فيها لا للتداوي ولا لغيره.
وأخرج الإمام مالك في الموطأ عن عبد الله بن عباس ﵄ قال: أهدى رجل إلى رسول الله ﷺ راوية خمر (٥) فقال له رسول
_________
(١) بلوغ المرام ج ٤ الحديث ١٢ في باب حد الشارب وبيان المسكر.
(٢) نفس المصدر ج ٤ الحديث ١١.
(٣) المصدر نفسه أسنده الثعلبي وغيره.
(٤) الآية ٢١٩ من سورة البقرة.
(٥) الراوية - القربة.
1 / 55