Mutuwa Ta Ziyarci Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Nau'ikan
فجاء صوت هاردكاسل الجهير يكسر الصمت. وقال: «إذن فلنقلبه.»
كان ديني ثقيل الجثة، لكن تمكن براونريج بمساعدة الدكتور ماكفي من قلبه بحركة واحدة. فقال هاردكاسل: «المزيد من الإضاءة من فضلكم.» فتحرك دارسي وبراونريج إلى الطاولة وأمسك كل منهما بمجموعة من الشموع، واقتربا من الجثة وهما يحملان شمعة في كل يد. وساد الصمت وكأن أحدا من الحضور لم يرد أن يقول ما هو واضح. ثم قال هاردكاسل: «هاكم أيها السادة، هذا هو سبب الوفاة.»
رأى الحضور جرحا عميقا طوله يبلغ أربع بوصات، ويمتد عبر الجزء السفلي من الجمجمة، لكن طوله الكامل محجوب بفعل خصلات الشعر الذي دخل بعضه في الجرح. توجه الدكتور بيلشر إلى حقيبته وعاد ومعه ما بدا أنه سكين فضي صغير، ورفع الشعر بحذر عن الجمجمة، فتكشف لهم جرح غائر عرضه ربع بوصة تقريبا. وكان الشعر تحت الجرح متيبسا ومتشابكا، لكن كان من الصعب رؤية ما إذا كان سبب ذلك هو الدم أو نضحا من الجرح. راح دارسي ينظر بتركيز أكبر، لكن تسبب شيء من الرعب والشفقة في ارتفاع الغثيان إلى حلقه. ثم جاء صوت أشبه بتأوه لا إرادي، وتساءل إن كان هو من فعل ذلك أو شخص آخر.
انكب كلا الطبيبين على الجثة. استغرق الدكتور بيلشر وقتا طويلا مرة أخرى ثم قال: «لقد ضرب بهراوة لكن ليس هناك تمزق في الجرح، الأمر الذي يدل على أن السلاح كان ثقيلا لكنه كان ذا حافة مصقولة. الجرح مشابه لجروح الرأس البليغة التي تكون فيها خصلات من الشعر والأنسجة والأوعية الدموية مغروزة في العظم، لكن وحتى لو ظلت الجمجمة سليمة، فإن نزيف الدم النابع من الأوعية الدموية تحت العظم يتسبب في حالة نزيف داخلي بين الجمجمة والغشاء الذي يغطي المخ. كانت الضربة قوية للغاية، إما من مهاجم أطول قامة من الضحية، أو مساو له في الطول. وفي رأيي أن المهاجم كان يستخدم يده اليمنى وأن السلاح كان أشبه بالجهة الخلفية لفأس؛ أي إن السلاح كان ثقيلا ومصقولا. ولو كان الضحية قد أصيب بنصل فأس أو سيف، لكان الجرح غائرا أكثر، ولكادت الرأس أن تفصل عن الجسد.»
قال هاردكاسل: «إذن هاجم القاتل ضحيته من الأمام أولا، مما تسبب في إضعافه، ثم حين ترنح الضحية مبتعدا عنه وقد أعماه الدم - الذي حاول بصورة غريزية أن يمحوه عن عينيه - هاجمه القاتل مرة أخرى، لكن من الخلف هذه المرة. هل من الوارد أن السلاح كان حجرا له حافة حادة؟»
قال بيلشر: «ليس ذا حافة حادة، فالجرح ليس ممزقا. من الوارد بشدة أن السلاح كان حجرا ثقيلا، لكن ذا حافة مصقولة، ولا شك أنه كانت هناك بعض الأحجار المشابهة لذلك الحجر في الغابة . ألا يتم إحضار الأحجار والخشب المستخدم في إصلاحات المنزل من ذلك الطريق؟ من الممكن أن بعض الأحجار وقعت من عربة ما، ثم أزيحت بعد ذلك تحت الشجيرات، وأغلب الظن أنها ظلت في مكانها ذلك لسنوات. لكن لو كان السلاح حجرا، فإن الأمر يحتاج إلى رجل شديد القوة ليقوم بمثل هذه الضربة. من المرجح أكثر أن الضحية سقط على وجهه وأن القاتل انهال على رأسه بالحجر بقوة فيما كان الضحية يرقد منبطحا وعاجزا.»
فسأله هاردكاسل: «كم المدة التي يمكن أن يكون قد ظل فيها على قيد الحياة وهو مصاب بهذا الجرح؟» «من الصعب تحديد ذلك. ربما لقي حتفه في غضون ثوان من الإصابة، لكن لا شك أنه لم يبق على قيد الحياة طويلا.»
ثم التفت إلى الدكتور ماكفي الذي قال: «مرت علي حالات تسبب فيها السقوط على الرأس في أعراض أخرى غير الصداع، وقد قام المصاب بمواصلة شئون حياته ليموت بعد ذلك بساعات قليلة. لكن لا يمكن أن يكون هذا هو ما حدث في هذه الحالة. فالجرح غائر جدا، ولا يمكن النجاة منه سوى مدة قصيرة للغاية، إن كانت النجاة منه ممكنة.»
اقترب الدكتور بيلشر برأسه من الجثة أكثر. وقال: «سأكون قادرا على معرفة الضرر الذي أصاب الدماغ حين أقوم بتشريح الجثة.»
كان دارسي يعلم أن هاردكاسل يبغض تشريح الجثة، ورغم أن الطبيب بيلشر ربح الجدال حين تنازعا حول ذلك، قال هاردكاسل: «هل سيكون ذلك ضروريا حقا يا بيلشر؟ أليس سبب الوفاة واضحا لنا جميعا؟ يبدو أن ما حدث هو أن المهاجم وجه الضربة الأولى إلى جبهة الضحية حين كان يقف في مواجهته. ثم حاول الكابتن ديني - الذي أعماه الدم - أن يهرب ليتلقى الضربة القاتلة من الخلف. ونعرف من الوحل على وجهه أنه سقط على وجهه. وأعتقد يا دارسي أنك حين أبلغتني بالجريمة وجدته على ظهره.» «أجل أيها السير سيلوين، وبهذا رفعناه على النقالة. وهذه هي المرة الأولى التي أرى فيها هذا الجرح.»
Shafi da ba'a sani ba