Mutuwa Ta Ziyarci Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Nau'ikan
وربما كان من المريح لإليزابيث أن تسر إلى جين بشأن موضوع أكثر أهمية، وهو نية الكولونيل ليتقدم للزواج من جورجيانا. لكن وعلى الرغم من أنه لم يوعز إليها برغبته في السرية، فإنه لا بد أن يكون قد توقع أنها ستتحدث أولا إلى زوجها، وشعرت إليزابيث أن شعور جين المرهف بالاحترام والشرف سيتضرر، كما سيتضرر إحساسها هي بالاحترام والشرف أيضا، إن وصلت تلك الأخبار إلى أختها قبل أن تحظى إليزابيث بفرصة الحديث مع دارسي. لكنها كانت تتوق للتحدث عن هنري ألفيستون وكانت مسرورة حين طرحت جين اسمه بقولها: «من اللطيف منك أن تضمني السيد ألفيستون مرة أخرى في دعوتك. فأنا أعرف كم يعني له الحضور إلى بيمبرلي.»
قالت إليزابيث: «إنه ضيف محبوب، ويسعدنا كلينا أن نحظى بزيارته. إنه مهذب وذكي ومفعم بالحيوية وبهي المحيا، ومن ثم فإنه نموذج للشباب. ذكريني كيف أصبحت علاقتكما وثيقة. ألم يلتق به السيد بينجلي في مكتب المحامي الخاص بكما في لندن؟» «بلى، لقد التقاه قبل 18 شهرا، حين كان تشارلز يزور السيد بيك ليتحدثا في بعض الاستثمارات. كان السيد ألفيستون قد استدعي إلى المكتب بغية أن يمثل أحد موكلي السيد بيك في المحكمة، وحيث وصل الزائران كلاهما مبكرا، تقابلا في غرفة الاستقبال وقدمهما السيد بيك فيما بعد بعضهما إلى بعض. وكان تشارلز معجبا كثيرا بالشاب وتناولا العشاء فيما بعد معا حيث أسر إليه ألفيستون بخططه لإعادة إحياء ثروة الأسرة والتركة الخاصة بها في مقاطعة سري، التي كانت أسرته تمتلكها منذ عام 1600، وبصفته السليل الوحيد فإنه يشعر تجاهها بالتزام وتعلق قويين. ثم التقيا مرة أخرى في نادي تشارلز، وحينها دعاه تشارلز باسمينا ليقضي بضعة أيام في هايمارتن؛ وذلك حين راعه مظهر الإعياء على الشاب؛ ومنذ ذلك الحين أصبح السيد ألفيستون زائرا منتظما ومرحبا به متى ما استطاع أن يبتعد عن المحاكم. نحن نعلم أن والد السيد ألفيستون - وهو اللورد ألفيستون - يبلغ من العمر 80 عاما، ولا يتمتع بصحة جيدة وكان غير قادر على مدار عدة سنوات على بذل الجهد أو القيادة اللذين تحتاج إليهما تلك التركة، لكن تلك البارونية هي واحدة من أقدم البارونيات في البلاد، وتحظى عائلته باحترام كبير. وقد علم تشارلز من السيد بيك - ومن آخرين أيضا - أن السيد ألفيستون يحظى بالاحترام في جمعية «ميدل تمبل»، وهكذا أحببناه كلانا. إنه بمثابة بطل في نظر تشارلز إدوارد اليافع كما أن التوءمين تحبانه جدا ودائما ما تستقبلانه لدى زيارته بالرقص والابتهاج.»
كان السبيل الأقصر إلى قلب جين هو معاملة أطفالها معاملة طيبة، فاستطاعت إليزابيث أن تفهم سبب انجذاب قاطني منزل هايمارتن إلى ألفيستون. كما أن حياة الأعزب المنهك من العمل في لندن تقدم القليل من الراحة، ومن الواضح أن ألفيستون وجد في جمال السيدة بينجلي وفي عطفها وصوتها الحنون وفي الحياة الأسرية في منزلها تباينا مرحبا به في مقابل التنافس الصاخب والمتطلبات الاجتماعية التي تتميز بها العاصمة. وكان ألفيستون - مثله مثل دارسي - قد اضطلع مبكرا بأعباء الوفاء بالتوقعات والمسئوليات. وكان قراره باستعادة ثروة الأسرة جديرا بالإعجاب، وعلى الأرجح فإن أولد بيلي - بتحدياتها ونجاحاتها - تعد نموذجا بدائيا لنضال شخصي أكثر.
ساد الصمت برهة ثم قالت جين: «آمل يا أختي العزيزة أنك والسيد دارسي لا تجدان غضاضة في وجوده هنا. لا بد لي أن أعترف؛ لقد رأيت شعوره الواضح بالسرور هو وجورجيانا وهما معا، وفكرت في أن السيد ألفيستون ربما يكون واقعا في الحب، وإن كان من شأن هذا أن يتسبب في الكدر للسيد دارسي أو جورجيانا؛ فإننا سنحرص بالطبع على أن تتوقف زياراته. لكنه شاب جدير بالاحترام وإن كنت محقة في ظنوني، وكانت جورجيانا تكن له المشاعر نفسها، فإنني واثقة تماما من أنهما سيكونان سعيدين معا، لكن ربما تكون لدى السيد دارسي خطط أخرى لأخته، وإن كان هذا هو الأمر، فقد يكون من الحكمة واللطف ألا يأتي السيد ألفيستون مرة أخرى إلى بيمبرلي. لقد لاحظت أثناء زياراتي الأخيرة أن هناك تغيرا في سلوك الكولونيل فيتزويليام تجاه قريبته، فهناك رغبة أكثر في الحديث معها والوجود بالقرب منها. سيكونان ثنائيا رائعا وستكون هي زينة له، لكنني أتساءل كم سيكون مقدار سعادتها في تلك القلعة الشمالية الشاسعة. لقد رأيت صورة لها الأسبوع الماضي في كتاب في مكتبتنا. إنها تبدو كحصن جرانيتي حيث تتلاطم أمواج بحر الشمال على جدرانه. كما أنها تبعد كثيرا عن بيمبرلي. من المؤكد أن جورجيانا ستكون تعيسة بسبب بعدها عن أخيها وعن المنزل الذي تحبه كثيرا.»
قالت إليزابيث: «أعتقد أن بيمبرلي تأتي في المقام الأول بالنسبة إلى كل من السيد دارسي وجورجيانا. إنني حين كنت أزورهما مع عمي وعمتي وسألني السيد دارسي عن رأيي في المنزل، أتذكر أن سروري الواضح به أسعده كثيرا. وإن كان قد بدا مني ما هو أقل من حماسة صادقة تجاهه فإنني أعتقد بأنه لم يكن ليتزوج بي.»
ضحكت جين قائلة: «أوه، أعتقد أنه كان سيفعل يا عزيزتي. لكن ربما ينبغي لنا ألا نطيل في هذا الحديث أكثر من هذا. فالانهماك في الحديث عن مشاعر الآخرين ونحن لا نستطيع أن نفهمها بصورة كاملة - وربما لا يفهمونها هم أنفسهم بصورة كاملة - قد يكون سببا في الشعور بالكدر. ربما كنت مخطئة في ذكر اسم الكولونيل. إنني أعرف يا عزيزتي إليزابيث مقدار حبك لجورجيانا، وحيث إنها تعيش معك بصفتك زوجة أخيها، فإنني أقول إنها صارت امرأة يافعة وأكثر جمالا وثقة في نفسها. وإن كان هناك اثنان من الخاطبين لها فلا بد وأن يعود القرار إليها بالطبع، لكنني لا أستطيع أن أتخيل أنها ستقبل بالزواج على عكس رغبة أخيها.»
قالت إليزابيث: «ربما يصل الأمر إلى ذروته بعد الحفل، لكنني أعترف بأن هذا الأمر يشكل مصدر قلق لي. لقد أحببت جورجيانا كثيرا. لكن لننأى عن الحديث في هذا الأمر الآن. فلدينا الغداء العائلي لنتطلع إليه. وينبغي لي ألا أفسد هذا الغداء على أي منا أو من ضيوفنا بفعل هموم قد لا يكون هناك أساس لها.»
ولم تتحدث أي منهما بأكثر من ذلك، لكن إليزابيث كانت تعلم أنه لا توجد ثمة مشكلة بالنسبة إلى جين. كانت تؤمن تماما بأنه من الطبيعي لشاب وفتاة يافعين متصاحبين أن يقعا في الحب،
وعند هذا الحد لن تكون هناك أي مشكلة بشأن المال؛ فقد كانت جورجيانا ثرية، وكان السيد ألفيستون يرتقي في مهنته. لكن المال لم يكن المشكلة بالنسبة إلى جين؛ شريطة أن يكون هناك ما يكفي منه لكي تعيش الأسرة في هناء ورغد، لكن الأمر المهم يكمن في من يكون الشريك الذي يقدم المال في تلك الزيجة؟ وحقيقة أن الكولونيل الآن كان يحمل لقب فيكونت، وأن زوجته بمرور الوقت ستحصل على لقب كونتيسة، في حين أن السيد ألفيستون سيحصل على لقب بارون فقط لن تكون ذات وزن لدى جين - رغم أنها حقيقة قد تكون ذات أهمية قصوى للآخرين. وقررت إليزابيث أنها ستحاول ألا تفكر في الصعوبات المحتملة لكنها - وبعد الحفلة - ستسرع في إيجاد فرصة مبكرة للحديث مع زوجها. لقد كان كلاهما مشغولا بدرجة كبيرة بحيث إنها لم تره منذ الصباح. ولن يكون هناك ما يسوغ لها أن تخمن بشأن مشاعر السيد ألفيستون إلا إذا طرح السيد ألفيستون أو جورجيانا الأمر، لكن ينبغي أن يتم إخباره في أقرب فرصة ممكنة عن نية الكولونيل في الحديث عن أمله أن تقبل جورجيانا به زوجا لها. وكانت إليزابيث تتساءل عن السبب الذي يجعل التفكير في هذه الزيجة يتسبب لها في شعور بعدم الارتياح - رغم أنها زيجة رائعة على ما يبدو - وفي سبب عدم استطاعتها أن تجد مبررا لذلك، وقد حاولت أن تتخلص من هذا الشعور. وهنا أتت بيلتون وكان الوقت قد حان لكي تتجهز هي وجين لتناول الغداء.
الفصل الثالث
Shafi da ba'a sani ba