311

Mawsucat Akhlaq

موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق

Nau'ikan

وقد أشارت آيات من القرآن إلى وصف الرزق بالكرامة فقال تعالى: {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم} [سبأ: 4] كما وصف الله تعالى القول بالكريم فقال تعالى: {وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما} [الإسراء: 23] أي لينا سهلا، كما وصف كتاب سليمان إلى ملكة سبأ في قوله تعالى: {قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم (29) إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم (30)} [النمل: 29 - 30] ووصف الله به الديار فقال عز وجل: {كم تركوا من جنات وعيون (25) وزروع ومقام كريم (26)} [الدخان: 25 - 26] ووصف به ألوان النبات فقال تعالى: {فأنبتنا فيها من كل زوج كريم (10)} [لقمان: 10] وكرامة أزواج النبات في نفاستها ومنفعتها وقيمتها.

وكما وصف الحق عز وجل جانبا من مخلوقاته بالكريم تجده عز وجل ينفيها عن بعض مخلوقاته كقوله تعالى في وصف الجحيم: {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال (41) في سموم وحميم (42) وظل من يحموم (43) لا بارد ولا كريم (44)} [الواقعة: 41 - 44] وكرامة الظل في الروح المنعش الذي يذهب كرب الحر، ومن مظاهر كرمه أن جعل الدنيا ملكا للعباد فقال تعالى: {خلق لكم ما في الأرض جميعا} [البقرة: 29] وكذلك جعل الآخرة ملكا لهم فقال تعالى: {جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين} [آل عمران: 133] ومن كرمه أنه سخر للإنسان ما في السماوات والأرض، قال تعالى: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} [الجاثية: 13] كما أن المولى عز وجل يضاعف الثواب للمتقين في سبيله أضعافا مضاعفة، قال تعالى : {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} [البقرة: 261] وقد تصل الزيادة في الثواب بغير حساب، قال تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10].

والكرم قسمان:

مادي وخلقي؛ فالمادي هو إطعام الطعام وكسوة الأيتام وصلة الأرحام، والخلقي هو العفو عن الجاني وإن تكررت الإساءة، وستر عورة الإخوان.

Shafi 313