Mawsucat Akhlaq
موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق
Nau'ikan
جاءت آيات القرآن الكريم معبرة عن الطبيعة البشرية وخصائصها، فقال تعالى: {وأنه هو أضحك وأبكى} [النجم: 43] ليؤكد أن الله سبحانه وتعالى خلق خاصيتي الضحك والبكاء في النفس البشرية، وقد وصف الله سبحانه وجوه المؤمنين يوم القيامة بالضحك # والاستبشار، قال تعالى: {وجوه يومئذ مسفرة (38) ضاحكة مستبشرة (39)} [عبس: 38 - 39].
نماذج من ضحك الرسول - صلى الله عليه وسلم -
لم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عابث الوجه قاطب الجبين، كما يظن كثير ممن يزعم التدين أو الزهد، ولكن كان للضحك والمرح جزء من حياته خاصة مع الناس، أما الخوف والبكاء فكان فيما بينه وبين الله دعاء واستغفارا وتضرعا، أو رحمة لمصاب المسلمين.
وكان ضحكه - صلى الله عليه وسلم - لا يتنافى مع الحق فهو لا يضحك للباطل وعلى الباطل.
فهيا ننظر في ضحكه لننشر البهجة والسرور والفرح بين المسلمين، ويكون قدوة لنا في الوسطية والحق وعدم الإسراف.
الرسول والفاروق
قال سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: استأذن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قمن فبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل عمر، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك.
فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله.
ثم قال عمر: يا عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
فقلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إيها يابن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك" [رواه البخاري].
تصديق الحبر
Shafi 269