118

Mawsucat Akhlaq

موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق

Nau'ikan

وعن أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة، فأتى على هذه الآية: {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله} [التوبة: 41] فقال: أي بني .. جهزوني (أي بعدة الحرب) فقال له بنوه: يرحمك الله .. فقد غزوت مع النبي حتى مات، فنحن نغزو # عنك، قال: لا، جهزوني، فغدا في البحر، فمات في البحر، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها، إلا بعد سبعة أيام ، فدفنوه فيها.

قال الزهري: خرج سعيد بن المسيب إلى الغزو، وقد ذهبت إحدى عينيه، فقيل له: إنك عليل، فقال: استنفر الله الخفيف والثقيل، فإن لم يمكنني الحرب كثرت السواد، وحفظت المتاع.

هل تحرص على أن يرزقك الله الشهادة؟

بل أنت يا رب

عن حجر بن قيس المدري قال: بت عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فسمعته وهو يصلي من الليل يقرأ بهذه الآية: {أفرأيتم ما تمنون (58) أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون (59)} [الواقعة: 58 - 59] قال:

بل أنت يا رب

-ثلاثا- ثم قرأ {أفرأيتم ما تحرثون (63) أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون (64)} [الواقعة: 63 - 64] قال:

بل أنت يا رب

-ثلاثا- ثم قرأ: {أفرأيتم الماء الذي تشربون (68) أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون (69)} [الواقعة: 68 - 69] قال:

بل أنت يا رب

-ثلاثا- ثم قرأ {أفرأيتم النار التي تورون (71) أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون (72)} [الواقعة: 71 - 72] قال:

بل أنت يا رب

-ثلاثا- (¬1).

سرعة الاستجابة

تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "إن لنساء قريش لفضلا، وإني -والله- ما رأيت أفضل من نساء الأنصار، ولا أشد تصديقا لكتاب الله، ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور: 31] فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته، وكل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل (المزخرف الذي فيه تصاوير) فاعتجرت به (شدته على رأسها) تصديقا وإيمانا بما أنزل الله في كتابه، فأصبحن وراء رسول الله معتجرات كأن على رءوسهن الغربان" ابن كثير في تفسيره.

أجل، لم ينتظرن يوما أو يومين أو أكثر حتى يشترين أو يخطن أكسية جديدة تلائم غطاء الرءوس، وتتسع لتضرب على الجيوب، بل أي كساء وجد، وأي لون تيسر، فهو الملائم والموافق، فإن لم يوجد شققن من ثيابهن ومروطهن، وشددنها على رءوسهن، غير مباليات بمظهرهن الذي يبدون به كان على رءوسهن الغربان.

Shafi 120