Mawsucat Akhlaq
موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق
Nau'ikan
السجود
الكل يسجد لله، يقول تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء} [الحج: 18].
وما من مخلوق إلا وهو داخل في هذا
السجود
دون اختيار، يقول تعالى: {والنجم والشجر يسجدان} [الرحمن: 6].
قال الشوكاني: المراد بسجودهما انقيادهما لله تعالى انقياد الساجدين من المكلفين.
احتجاج الهدهد
ولقد أظهر الهدهد الاحتجاج وهو محلق على هذه المسافة لا يمكنه سماع ما يقولون للشمس التي يعبدونها، ولكن رؤيته لهم وهم يسجدون لغير الله كانت كافية لأن يحكم عليهم بالكفر: {ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون (25)} [النمل: 25].
الشمس تسجد
في الصحيحين عن أبي ذر قال النبي - صلى الله عليه وسلم - له حين غربت الشمس: "أتدري أين تذهب؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، فيقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم} [يس: 38].
وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فلذلك أمرت الملائكة مريم ب
السجود
بقوله تعالى: {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين} [آل عمران: 43]. وقدموا
السجود
على الركوع، لأن
السجود
أفضل أركان الصلاة.
Shafi 108