وجاء في «لسان العرب» في الكلام على هذه الآية (عضل):
أن العضل في هذه الآية من الزوج لامرأته ، وهو أن يضارها ولا يحسن عشرتها ، ليضطرها بذلك إلى الافتداء بمهرها الذي أمهرها ، سماه الله تعالى عضلا ، لأنه يمنعها حقها من النفقة ، وحسن العشرة ، كما أن الولي إذا منع حرمته من التزويج ، فقد منعها الحق الذي أبيح لها من النكاح إذا دعيت إلى كفء لها.
أقول : و «العضل» بهذا المعنى شيء له خصوصية دلالية خاصة أشارت إليه الآية. وهذه الخصوصية أكسبت اللفظ دلالة الاصطلاح الإسلامي الذي عرف من الآية الكريمة.
21 وقال تعالى : ( لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ) [الآية 236].
قوله : ( أو تفرضوا لهن فريضة ) معناه إلا أن تفرضوا لهن فريضة ، أو حتى تفرضوا. وفرض الفريضة تسمية المهر.
أقول : و «الفريضة» بهذا الاستعمال كلمة مفيدة ، يصح أن نجد لها مكانا في العربية المعاصرة ، فكثيرا ما تستعمل في عصرنا الفعل : «عين» فيقال : عين له مكافأة أو معونة أو شيئا مثل هذا.
22 وقال تعالى : ( فإن خفتم فرجالا أو ركبانا ) [الآية 239].
قوله : ( فرجالا )، أي : فصلوا راجلين ، وهو جمع راجل كقائم وقيام. وقرئ : فرجالا بضم الراء ، ورجالا بالتشديد ، ورجلا.
أقول : و «الرجال» : جمع راجل ، ومثله «قيام» : جمع قائم وغير ذلك ، وقد يتضح هذا من قوله تعالى : ( أو ركبانا )، والركبان : جمع راكب ، فكأن الآية أشارت لمن يمشي على رجليه ، أو لمن هو راكب.
وكثيرا ما يأتي اللفظ في العربية واحدا ، ودلالته على اثنين ، مثلا فالرجال : جمع راجل كما في الآية ، والرجال : جمع رجل أيضا.
23 وقال تعالى : ( فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه ) [الآية 259].
Shafi 109