255

Mawsu'ar Alkur'ani

Nau'ikan

فإن قيل : ما الحكمة في لفظ «إله» في قوله تعالى : ( وإلهكم إله واحد ) [الآية 163].

قلنا : لو قيل : وإلهكم واحد ، لكان ظاهره إخبارا عن كونه واحدا في الإلهية ، يعني لا إله غيره ، ولم يكن إخبارا عن توحده في ذاته ، بخلاف ما إذا كرر ذكر الإله ، والآية إنما سيقت لإثبات أحديته في ذاته ، ونفي ما يقوله النصارى أنه واحد ، والأقانيم ثلاثة : أي الأصول ؛ كما أن زيدا واحد وأعضاؤه متعددة ؛ فلما قيل إله واحد دل على أحدية الذات والصفة. ولقائل أن يقول : قوله تعالى ( واحد ) يحتمل الأحدية في الذات ، ويحتمل الأحدية في الصفات ، سواء كرر ذكر الإله أو لم يكرر ، فلا يتم الجواب.

فإن قيل : ما الحكمة في التشبيه في قوله تعالى : ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق ) [الآية 171] وظاهره تشبيه الكفار بالراعي؟.

قلنا : فيه إضمار تقديره : ومثلك يا محمد مع الكفار كمثل الراعي مع الأنعام ، أو تقديره : ومثل الذين كفروا كمثل بهائم الراعي ، أو ومثل واعظ الذين كفروا كمثل الناعق بالبهائم ، أو ومثل الذين كفروا في دعائهم الأصنام كمثل الراعي.

فإن قيل : لم خص المنعوق بأنه لا يسمع إلا دعاء ونداء ، مع أن كل عاقل كذلك أيضا لا يسمع إلا دعاء ونداء؟

قلنا : المراد بقوله تعالى : ( لا يسمع ) [الآية 171] أنه لا يفهم كقولهم : أساء سمعا ، فأساء إجابة ، أي أساء فيهما.

فإن قيل : لم قال تعالى : ( ولا يكلمهم الله يوم القيامة ) [الآية 174] وقال في موضع آخر ( فو ربك لنسئلنهم أجمعين (92) عما كانوا يعملون ) (93) [الحجر]؟

قلنا : المنفي كلام التلطف والإكرام ، والمثبت سؤال التوبيخ والإهانة فلا تنافي.

فإن قيل : لم قال تعالى : ( كتب عليكم القصاص في القتلى ) [الآية 178] أي فرض ، والقصاص ليس بفرض ، بل الولي مخير فيه ، بل مندوب إلى تركه؟

قلنا : المراد به فرض على القاتل التمكين ، لا أنه فرض على الولي الاستيفاء.

Shafi 268