249

Mawsu'ar Alkur'ani

Nau'ikan

( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) [النساء : 80] أو سمى نفاقهم خداعا ، لشبهه بفعل المخادع.

فإن قيل : لم حصر الفساد في المنافقين ، بقوله تعالى : ( ألا إنهم هم المفسدون ) [الآية 12] ومعلوم أن غيرهم مفسد؟

قلنا : المراد بالفساد ، الفساد بالنفاق وهم كانوا مختصين به :

فإن قيل : لم قال الله تعالى : ( الله يستهزئ بهم ) [الآية 15] والاستهزاء من باب العبث والسخرية وهو قبيح ، والله تعالى منزه عن القبيح؟

قلنا : سمي جزاء الاستهزاء استهزاء ، مشاكلة ، كقوله تعالى : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) [الشورى : 40] فالمعنى الله يجازيهم جزاء استهزائهم.

فإن قيل : ما الحكمة في قوله تعالى : ( أو كصيب من السماء ) [الآية 19] ومعلوم أن الصيب لا يكون إلا من السماء؟

قلنا : الحكمة فيه ، أن السياق ذكر السماء معرفة ، وأضافه إليها ليدل على أنه من جميع آفاقها لا من أفق واحد ، إذ كل أفق يسمى سماء ؛ قال الشاعر :

ومن بعد أرض بيننا وسماء

فإن قيل : لم قال تعالى : ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) (22) مع أن المشركين لم يكونوا عالمين ، أنه لا ند له سبحانه ولا شريك له ، بل كانوا يعتقدون أن له أندادا وشركاء؟.

قلنا : معناه : وأنتم تعلمون ، أن الأنداد لا يقدرون على شيء مما سبق ذكره في الآية. أو وأنتم تعلمون أنه ليس في التوراة والإنجيل جواز اتخاذ الأنداد.

فإن قيل : لم قال تعالى : ( فاتقوا النار ) [الآية 24] فعرف النار هنا ، ونكرها في سورة التحريم؟

قلنا : لأن الخطاب في هذه مع المنافقين ، وهم في أسفل النار المحيطة بهم ، فعرفت بلام الاستغراق أو العهد الذهني ؛ وفي تلك مع المؤمنين ؛ والذي يعذب من عصاتهم بالنار يكون في جزء من أعلاها ، فناسب تنكيرها لتقليلها. وقيل : لأن تلك الآية نزلت بمكة قبل هذه الآية فلم تكن النار التي وقودها الناس والحجارة معروفة فنكرها ؛ ثم نزلت هذه الآية بالمدينة ، فعرفت إشارة بها إلى ما عرفوه أولا.

Shafi 262