Mawsu'ar Alkur'ani

Dar Taqrib d. 1450 AH
191

Mawsu'ar Alkur'ani

Nau'ikan

و ( ألا يرجع إليهم قولا ) [طه : 89] فارتفع الفعل بعد «أن لا» ، (1)، لأن («أن») هذه مثقلة في المعنى ، ولكنها خففت ، وجعل الاسم فيها مضمرا ؛ والدليل على ذلك ، أن الاسم يحسن فيها والتثقيل. ألا ترى أنك تقول : «أفلا يرون أنه لا يرجع إليهم» ، وتقول : «أنهم لا يقدرون على شيء» و «أنه لا تكون فتنة». وقال تعالى ( آيتك ألا تكلم الناس ) [آل عمران : 41 ؛ ومريم : 10] نصب ، لأن هذا ليس في معنى المثقل ، إنما هو ( آيتك ألا تكلم ) كما تقول : (آيتك أن تكلم)، وأدخلت «لا» للمعنى الذي أريد من النفي. ولو رفعت هذا ، جاز على معنى آيتك أنك لا تكلم (2)، ولو نصب الاخر جاز على أن تجعلها «أن» الخفيفة التي تعمل في الأفعال (3). ومثل ذلك قوله تعالى ( إنه ظن أن لن يحور ) (14) [الانشقاق] وقوله ( تظن أن يفعل بها فاقرة ) (25) [القيامة]. وقال ( إن ظنا أن يقيما حدود الله ) [الآية 230] ؛ وتقول : «علمت أن لا تكرمني» و «حسبت أن لا تكرمني». فهذا مثل ما ذكرت لك. فإنما صار «علمت» و «استيقنت» ؛ ما بعده رفع لأنه واجب. فلما كان واجبا لم يحسن أن يكون بعده «أن» التي تعمل في الأفعال ، لأن تلك إنما تكون في غير الواجب ، ألا ترى أنك تقول «أريد أن تأتيني» فلا يكون هذا إلا لأمر لم يقع ، وارتفع ما بعد الظن وما أشبهه ؛ لأنه مشاكل للعلم ، لأنه يعلم بعض الشيء إذا كان يظنه. وأما «خشيت أن لا تكرمني» فهذا لم يقع. ففي مثل هذا تعمل أن الخفيفة ، ولو رفعته على أمر قد استقر عندك ، وعرفته ، كأنك جربته ، فكان لا يكرمك ، فقلت : «خشيت أن لا تكرمني» أي : خشيت أنك لا تكرمني جاز.

Shafi 203