256

Asalin Mawrid Latafa

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Editsa

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Mai Buga Littafi

دار الكتب المصرية

Inda aka buga

القاهرة

(المعتضد بِاللَّه)
أَبُو الْفَتْح، دَاوُد بن المتَوَكل على الله، أَبُو عبد الله مُحَمَّد. أَمِير الْمُؤمنِينَ، العباسي، الْهَاشِمِي.
بُويِعَ بالخلافة بعد خلع أَخِيه المستعين فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة.
وَأقَام المعتضد فِي الْخلَافَة سِنِين حَتَّى أَنه تسلطن فِي أَيَّامه عدَّة سلاطين.
وَكَانَ فِيهِ كل الْخِصَال الْحَسَنَة، سيد بني الْعَبَّاس فِي زَمَانه، أَهلا للخلافة بِلَا مدافعة، كَرِيمًا عَاقِلا سيوسا، حُلْو المحاضرة، يجل طلبة الْعلم وَأهل الْأَدَب، جيد الْفَهم، لَهُ مُشَاركَة فِي أَشْيَاء كَثِيرَة من الْفُنُون بالذوق والمعرفة.
وَكَانَ يجْتَهد فِي السّير على قَاعِدَة الْخُلَفَاء مَعَ جُلَسَائِهِ وندمائه؛ فيضعف موجوده من هَذَا الْأَمر، وَرُبمَا يتَحَمَّل من الدُّيُون شَيْئا لأجل ذَلِك.
وَكَانَ يحب معاشرة النَّاس من غير مُنكر، يمِيل إِلَى تدين وَعبادَة، وَله أوراد فِي كل يَوْم.
وَلَقَد جالسته مرَارًا عديدة فَلم أر عَلَيْهِ مَا أكره.

1 / 258