Mawqif Ibn Taymiyyah min al-Asha'irah
موقف ابن تيمية من الأشاعرة
Mai Buga Littafi
مكتبة الرشد
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤١٥ هـ / ١٩٩٥ م
Inda aka buga
الرياض
Nau'ikan
- ونحن نطلب العلم- فقلنا: نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبى ﷺ، قال: ثم قال الزهري: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة. قال: فقلت أنا: لا، ليس بسنة، لا نكتبه. قال: فكتب ولم أكتب، فأنجح وضيعت " (١) .
والصحابة تميزوا في العقيدة وفهمها بعدة ميزات، أهمها:
أ) أنهم شاهدوا التنزيل، وعاشوا مع النبى ﷺ وهو يتلقى هذا الوحى من ربه الذي ينزل عليه مفرقا حسب الوقائع والأحداث، فعاصروها جميعا، واحدة فواحدة، فكيف لا يكونون وهم كذلك- أعلم الناس بالتنزيل وأسباب نزولهـ إن كانت له أسباب- وأعلم الناس- من ثم- بمراد الله ومراد رسوله ﷺ. ولا يقول عاقل: إن من حضر الواقعة أو الحادثة- أيا كانت- أقل علما بها ممن لم يحضرها ولم يشارك فيها.
ب) من المعلوم أن حواري الرسل وصحابتهم الذين اتبعوهم وآمنوا بهم هم اكثر الناس فهما لرسالتهم وما يتلعق بها من أحكام سواء في العقيدة أو الشريعة؛ فهم العارفون بدقائقها المدركون لحقائقها، وهم اكمل الناس علما وعملا، ولا يكون من بعدهم اكمل منهم في شيء من ذلك، ولذلك روى عبد الله ابن مسعود- رضى الله عنهـ عن النبى ﷺ أنه قال: " ما من نبى بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره. ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه
_________
(١) = توفي سنة: ١٢٤ هـ. طبقات ابن سعد- الجزء المتمم (ص: ١٥٧)، وتاريخ دمشق- طبعت ترجمته مفردة- ووفيات الأعيان (٤/١٧٧)، وغاية النهاية في طبقات القراء (٢/٢٦٢)، وسير أعلام النبلاء (٥/٣٢٦)، والواي للصفدي (٥/٢٤)، وتهذيب الهذيب (٩/٤٤٥) .
(١) رواه عبد الرزاق في المصنف (١١/ ٢٥٨) ورقمه (٤٨٧ ٠ ٢)، والخطيب في تقييد العلم (ص: ٦ ٠ ا- ١٠٧)، وابن سعد في الطبقات (٢/٣٨٨)، وفي الجزء المتمم (ص: ٦٨ ١)، والفسوى في المعرفة (١/٦٣٧، ٦٤١)، وابن عساكر- ترجمة الزهري مفردة- (ص: ٦٢)، وأبو نعيم في الحلية (٣/٣٦٠) .
1 / 66