Mawqif Ibn Taymiyyah min al-Asha'irah
موقف ابن تيمية من الأشاعرة
Mai Buga Littafi
مكتبة الرشد
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤١٥ هـ / ١٩٩٥ م
Inda aka buga
الرياض
Nau'ikan
لزوم الجماعة الذين لط طاعة من اجتمعوا على تأميره، فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة" (١)، ولذا أمر النبي ﷺ بلزومه، ونهى عن الخروج عليه، وفراق الأمة فيما أجمعوا عليه من تأميره وتقديمه عليهم (٢) .
هذه أهم الأقوال في الجماعة وحاصلها أن الجماعة ترجع إلى أمرين:
أحدهما: أن الجماعة هم الذين اجتمعوا على أمير على مقتضى الشرع، فيجب لزوم هذه الجماعة، ويحرم الخرو! عليها وعلى أميرها.
الثاني: أن الجماعة ما عليه أهل السنة من الاتباع وترك الابتداع، وهو المذهب الحق الواجب اتباعه والسير على منهاجه، وهذا معنى تفسير الجماعة بالصحابة، أو أهل العلم والحديث، أو الاجماع، أو السواد الأعظم، فهي كلها ترجع إلى معنى واحد هو: ما كان عليه رسول الله ﷺ وأصحابه، فيجب الاتباع حينئذ ولو كان المتمسك بهذا قليلا، ولهذا قال عبد الله ابن مسعود ﵁ إنما الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك " (٣)، وروى عنه أنه قال: " إنما الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك " (٤)، يقول أبو شامة: " حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق وأتباعه، وإن كان المتمسك بالحق قليلا والمخالف كثيرا، لأن الحق الذي كانت عليه الجماعة الأولى من النبي ﷺ وأصحابهـ ﵃ ولا تنظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم " (٥)، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " ثم من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار رسول الله ﷺ باطنا وظاهرا، واتباع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، واتباع وصية رسول الله ﷺ حيث قال: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ،
_________
(١) فتح الباري (١٣/٣٧) .
(٢) انظر الاعتصام (٢/٢٦٤-٢٦٥) .
(٣) رواه اللالكائي في شرح السنة، ورقمه (١٦٠) .
(٤) الحوادث والبدع لأبي شامة (ص: ٢٢) .
(٥) المصدر السابق (ص: ٢٢) .
1 / 31