أوقفني في البصيرة وقال لي قصرت العلم عن معيون ومعلوم . وقال لي المعيون ما وجدت عينه جهرة فهو معلوم معيون ، والمعلوم الذي لا تراه العيون هو معلوم لا معيون . وقال لي ما أنا معيون للعيون ولا أنا معلوم للقلوب . وقال لي كل نطق ظهر فأنا أثرته وحروفي ألفته فانظر إليه لا يعدو لغة المعيون والمعلوم وأنا لا هما ولا وصفي مثلهما . وقال لي ما نهاك شيء عن شيء إلا دعاك إليه بما نهاك عنه ، وأنا أنهاك فلا أدعوك إلى بما أنهاك عنه وأدعوك إلي فلا أنهاك بما أدعوك به ، ذلك الفرق الذي بين وصفي وسواه . وقال لي فعلك لا يحيط بي وأنت فعلي . وقال لي ألق إلي وحكمني أحكم بأقصى مسرتك . وقال لي إذا رأيت سواي فقل هذا البلاء أرحمك . وقال لي إذا رحمتك رأيت رفقي في طرفك إذا نظرت وفي قلبك إذا فكرت . وقال لي قسمت لك ما لا أصرفه وصرفت عنك ما لا أقسمه لك فكن لي فيما أقسمه أصرفك عما صرفته فأصرفه . وقال لي ما تعرفت إلى قلب إلا أفنيته عن المعارف . وقال لي دم في التعظيم تدم في الخوف . وقال لي من كل شيء خاصيته ولك عاتيته فعامتيه تنسب إليك وخاصيته تنسب إلي . وقال لي كل شيء سواي يدعوك إليه بشركة وأنا أدعوك إلي وحدي .
33 - موقف الصفح الجميل
Shafi 57