41

Littafin Jihalat

كتاب متن الجهالات في علم التوحيد

Nau'ikan

فقل : الأشباه، أن يوصف الله بما يوصف الخلق، ويوصف الخلق بما يوصف به الخالق (¬1) .

فإن قال : وما عين النفاق ؟

فقل : الخلف والكذب فيما أقروا به (¬2) .

فإن قال : وما عين الكفر بجميعه، النفاق وغيره ؟

فقل : الاستفساد إلى ولي النعمة فمن استفسد إليه بالمساواة/[17] كان كافرا مشركا، ومن استفسد إليه بالكبائر التي هي دون الشرك كان كافرا غير مشرك (¬3) .

فإن قال : أكل منهي عنه استفساد ؟

قيل له : إن من المنهي عنه ما ليس باستفساد، ومنه ما هو استفساد،

فإن قيل : وما الذي هو استفساد ؟

فقل : الكبائر كلها استفساد، والصغائر كلها ليست باستفساد.

فإن قال : لم لا تكون الصغائر استفسادا وهي منهي عنها ؟

قيل له : إنها لم تكن استفسادا لعلة أنها ليست بكفر.

فإن قال : وما العلة التي لم تكن بها الصغائر كفرا؟

فقل : لأن الله أوجب فيها الاستثناء.

فإن قال : وما وجه النهي عن الصغائر إذا لم تكن عندك استفسادا ؟

فقل : لئلا يكونوا مستخفين بحق الله فيما دون الكبائر.

¬__________

(¬1) - قد فسر أيضا هذه المسألة كما فسر التي قبلها . فأما الشرك والمساواة في لغة العرب فمعنى واحد ، والمساواة من التسوية ، فمن شارك بين اثنين فقد ساوى بينهما .كما أن من ساوى بين اثنين فقد شارك بينهما بوجه من الوجوه كائنا ما كان .والتوحيد والشرك ضدان ، وقد ضادد الكاتب بينهما وخالف بينهما ، وكذلك الجواب في كل ضدين ، فكل ما أجبت به في احداهما أجبت في الأخرى بضد ذلك الجواب .

(¬2) - لأن المنافقين عند الاباضية قوم مقرون، فلذلك قال فيما أقروا به ، وقد أقر المنافقون في القول وخالفوا في الفعل .

(¬3) - الاستفساد هو أن يستفسد العبد إلى ربه فيفسد ما بينه وبين الله والاستسلام إلى الله - عز وجل - . ومعنى الاستفساد هو المحاربة والمقاطعة والخلاف على الله - عز وجل - .

Shafi 51