Matmah Amal
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Nau'ikan
الزكاة على بني هاشم[132ب]وعلى مواليهم محرمة لا تحلها حيلة، ولا يسوغها عند الله ولا عند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم الشبهة الضعيفة العليلة؛ ولو كانت الشبهة واضحة صحيحة؛ لأبطلها نهي الإمام الذي له المنع من بعض المباحات الصريحة، ثم قال عليه السلام: وعلى الإمام أن لا يمنعهم من حقهم الذي سوغه الله لهم، ولا ييأسوا من فضل الله؛ فكم من مرزوق في بيته لا تعب ولا نصب: ?ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب?[الطلاق:2،3] فتقوى الله التي من أعظمها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعاون على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعصيان واتباع الأهواء، والاجتماع على كلمة الحق، والاعتصام بحبل الله موجب الفوز بخير الدنيا والأخرى، ثم قال عليه السلام: ومن أعظم التقوى الموجبة لرضا الله الأعلى التخلق بأخلاق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نصرة الحق، والتعاون عليه، والتناصح لله فيه، وأن لا يجعلوا الدنيا أكبر همهم، ولا مبلغ علمهم، فتنتقص أعمالهم، وتبطل حسناتهم، ويكونوا من الذين خسروا الدنيا والآخرة ألا ذلك هو الخسران المبين، ثم قال عليه السلام في أثناء الجواب: عموم قوله والمؤلفة قلوبهم مخصص بدليل تحريمها عليهم؛ والوجه أن كل المصارف الثمانية عام لبني هاشم، وإن لم يكن دليل تحريمها عليهم مخصصا في المؤلفة لزم في سائر الأصناف لعدم الفارق[133أ]؛ وإذا كان كذلك بطل اختصاصهم لمشاركتهم لغيرهم في جميع الأصناف وذلك باطل؛ لأنه مهما أمكن الجمع بين الأدلة فهو المقدم عند جميع العلماء.
Shafi 454