316

Matmah Amal

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

Nau'ikan

Tariqa

[بين المنصور العباسي ورجل]

وقال رجل للمنصور : إن لي ظلامة وعندي مثلا، فأضرب مثلي أم أذكر ظلامتي؟

فقال: بل تضرب مثلك وتذكر ظلامتك.

فقال: إن الإنسان إذا كان في حجر أمه وتأتيه نائبة فزع إلى أمه فنادى يا أماه، فإذا خرج من الطفولة وترعرع عرف أن له أبا هو أحمى من أمه، وأعز جانبا، فلم يخف من شيء إلا فزع إلى أبيه فنادى يا أبتاه، ثم إذا خرج من ذلك، واستولى عليه عقله علم أن لله في أرضه سلطانا يأخذ للمظلوم من الظالم، وتيقن أنه أعز جانبا من أبيه فلم يخف من شيء إلا رفعه إلى سلطانه، فإن أخذ له بحقه زاده ذلك في طاعته وسكن إلى ظله وأشركه في دعائه، وإن لم يأخذ له بحقه رفع حاجته إلى الله -تعالى- فبكى المنصور وقال: أعد علي، فأعاده مرارا وهو يبكي وقال: ما ظلامتك؟ فذكرها ثم قال: إن أنصفتني وإلا فهذا وجهي إلى البيت الحرام أعرضك على الله، فأمر بإزالة ظلامته وأحسن إليه ثم قال: قد أنصفتك فلا تعرضني عامك هذا على الله تعالى[95ب] واجعل لنا منك كل عام زورة، فلعل الله أن ينفعنا بك.

Shafi 358