Matmah Amal
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Nau'ikan
وأما الأئمة الهادون من العترة الزكية عليهم السلام
فأحوالهم الشريفة أشهر من الشموس، وأقر شيء في النفوس وهم كما قال الإمام الشهير يحيى بن حمزة [عليه السلام] :(بالمحل الذي لا يسامى والرتبة التي لا تدانى) ومن أراد الاطلاع على رفضهم الدنيا وإعراضهم عنها وحرصهم على إيثار الآخرة وسلوكهم لجانب الحيطة في الأخذ والترك وبعدهم عن المأثم، وإزوادهم عن الوقوع في المحرمات والمكروهات؛ فليطالع سيرهم وأخبارهم ليعلم أن تعويلهم ما كان إلا على رفض الدنيا وإيثار رضوان الله تعالى، وإحراز طاعته، والعمل لوجهه وتحصيل مرضاته فإن حصلوا الدنيا من غير شبهة آثروا بها، وإن زويت عنهم صبروا على ما أصابهم من مشقة لأوائها علما بمالهم عند الله من عظم الزلفة ورفيع المنزلة، فيزيدهم رغبة فيما عند الله وشوقا إلى لقائه، وهذه هي حقيقة الورع، وغاية أمره وقصارى حاله ويسره.
وسنذكر في كتابنا هذا طرفا يسيرا من أحوالهم وورعهم تبركا بها وحثا على الاقتداء بها وقد مر من أحوال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه أمير المؤمنين [عليه السلام] ما يوضح لك منهج الحق المبين ويعرفك مسالك الأنبياء والمرسلين وأولياء الله المقربين ونزيد هنا من أحوال الذرية الطاهرة ما فيه ثلج صدور المؤمنين والدلالة على ما فيه الفوز العظيم عند ذي القوة المتين.
Shafi 160