قوله: "وصلى الله": الصلاة من الله: الرحمة، ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الآدمي: التضرع والدعاء، وقال أبو العالية١: صلاة الله: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدعاء:
قوله: "على سيدنا": السيد: هو الذي يفوق في الخير قومه، قاله الزَّجاج٢، وقيل: التَّقِيُّ، وقيل: الحليم، وقيل: الذي لا يغلبه غضبه، وجميع ذلك فيه ﷺ.
قوله: "مُحَمَّدٍ": سمي محمدًا لكثرة خصاله المحمودة، وهو علم منقول، من التحميد، مشتق من الحميد اسم الله تعالى.
وقد أشار إليه حسان بن ثابت ﵁ بقوله٣: "من الطويل"
وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش مَحْمُودٌ وهذا مُحَمَّدُ
قوله: "المصطفى": هو الخالص من الخلق كافة.
قوله: "وآله": الصواب جواز إضافته إلى المضمر خلافا لمن أنكر ذلك، وآلُهُ أتباعه على دينه، وقيل: بنو هاشم، وبنو المطلب،
_________
١ هو، رفيع بن مهران الرياحي، البصري المقرئ المفسر، دخل على أبي بكر ﵁، وقرأ القرآن على أُبَيّ، وكان ابن عباس يرفعه على السرير وقريش أسفل، وفاته ﵁ سنة: ٩٣هـ، بخلف، انظر: ترجمته في: "سير أعلام النبلاء": ٤/ ٢٠٧، "وشذرات الذهب": ١/ ٣٦٧.
٢ هو، أبو إسحاق، إبراهيم بن السري بن سهل، النحوي الزجاج، كان من أهل الفضل والدين، حسن الاعتقاد، وله مؤلفات حسان منها كتاب: "الاشتقاق"، وكتاب: "النوادر"، لزم المبرد حتى استقل مات سنة: "٣١١هـ" انظر: ترجمته في: "سير أعلام النبلاء": ١٤/ ٣٦٠، و"شذرات الذهب": ٤/ ٥١.
والزَّجَّاج: نسبة إلى خرط الزُّجاج.
٣ انظر: "ديوانه"، تحقيق: د: وليد عرفات: "١/ ٣٠٦. وفيه: "كيّ يُجِلَّهُ"، بدل "لِيُجِلَّهُ".
1 / 8