[مولده ووفاته] وكانت ولادته في سنة إحدى وثلاثين وألف في أول خلافة المؤيد بالله: محمد بن القاسم -رضوان الله تعالى عليهما؛ ووفاته يوم عيد الفطر من سنة سبع عشرة ومائة وألف[9أ-أ]؛ فيكون عمره: ستة وثمانين سنة- (إلى أيام صاحب المواهب: محمد بن أحمد بن الحسن بن القاسم- سلام الله عليهم) ؛ ولم يمرض مرضا يتعذر معه القيام والقعود بل صام شهر رمضان جميعا، وصلى المغرب جماعة؛ فصلى ركعة، وفي الثانية سجد الأولى أو الأخرى، وأبطئ؛ فخرج بعض أولاده من الصلاة وأرقده؛ فإذا قد قبضت روحه الكريمة على تلك الحال؛ وكان عنده جماعة ينتظرون للإفطار في داره؛ فذهب أولاده لإكرام الضيف، وآذنوا الناس بموته، وترك بعد غسله وتكفينه في محل يقرأ عليه القرآن حتى كان الصباح؛ وخرجت العوالم المحمدية لصلاة العيد وهو أمامهم، فكان يوما مشهودا حضره من أهل الذمة فوق ألف نفر يصرخون وينثرون التراب عليهم؛ فرحم الله تلك الغرة المباركة.
قال السيد العلامة عامر بن محمد : ولقد أخبرني من أثق به وتواتر ذلك: أنهم سمعوا في مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هاتفا يقول : رحم الله القاضي السماوي مات في هذا اليوم؛ فأقاموا عليه الصلاة في المدينة، وكذلك في مكة والمخاء وزبيد ، وجهات حضرموت وعدن لما بلغهم وفاته؛ وذلك على مذهب الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- من الصلاة [6ب-ب] على الميت الغائب؛ وقبر -قدس الله روحه- في مقبرة العابد بمحروس رداع وقبره مشهور مزور.
وكان تأريخ وفاته -ماقاله بعض الأدباء في مرثية له - قدس الله روحه-:
Shafi 62