وزوجة الإمام المطهر هي الشريفة العالمة العاملة: فاطمة بنت -أمير المؤمنين المهدي لدين الله- أحمد بن يحيى -عليه السلام التي إليها أشار الإمام المهدي -عليه السلام- بقوله [9ب-ب]:
ونساؤنا فاقت أئمة غيرنا .... في الفضل والتدريس والحلاق
وماتت وهي عنده -رحمة الله عليها ورضوانه- واشتد أسفه عليها لما كانت عليه من الكمال في الدين والدنيا؛ وزوجة الإمام بأختها ليلة موتها؛ وما أحسن ما قال الإمام المؤتمن، فخر (الشام) واليمن، عين آل الرسول، المحقق في علم الفروع والأصول: يحيى شرف الدين -عليه رضوان الله- هضما لنفسه، وتنويها بمدح جده: المهدي- أبي أبيه وجده المطهر- أبي أمه- وقد أتيت بالأبيات جميعها لتتم الفائدة فإنها غريبة الأسلوب في بابها وهي:
إلهي إني عبد سوء تعاظمت .... عليه ذنوب لا يطيق لها حصرا
أطاع الهوى وانقاد عمدا لأمره .... وأذهب فيه العمر شهرا يلي شهرا
فهذا وفا العشرين من عمره أتى .... ولم يكتسب خيرا ولم يجتنب شرا
ولم يفين بالبعض مما أمرته .... كأن له عذرا هناك ولا عذرا
وهبه مضى في هذه الدار عذره .... ولم ينكشف فورا فما العدل في الأخرى
فيا ويحه إن لم تداركه سيدي .... بلطف وتوفيق تزيل به الوزرا
فاعباؤه قد أوهنت مني القوى .... وأثقاله قد أثقلت مني الظهرا
وها أنا ذا في باب ربي واقفا .... مقرا بذنبي طالبا عنه لي غفرا
ولا شيئ عندي جئت مستشفعا به .... سوى أنني من نجل فاطمة الزهرا
وأحمد المهدي جدي أبو أبي .... وجدي أبو أمي مطهر الطهرا
إمامان إن كان الأئمة أنجما .... فهذان كان فيهما الشمس والبدرا
وإني وإن لم أقتصر عن صغيرة .... فلم آت منذ أنشئت ما علمت كبرا
Shafi 89