أقوى محل من شبابك آهل ... فأمقت أندب منه رسمًاِ عافيا
مثل العذار هناك نؤي دائر ... واسودت الخيلان فيه أثافيا
وحدثني الفقيه الأديب أبو عمرو، قال: حدثنا الفقيه الكاتب أبو علي بن كسرى، قال: كنت كثيرًا ما أقعد عند الفقيه الأستاذ أبي عبد الله الرصافي ﵀ على جهة التبرك بأخباره والاقتباس من أنواره، وأنا إذا ذاك في حال الشبيبة، فسنح خاطري بأبيات شعر، فكتبتها في لوح وعرضتها عليه ولم أذكر له قائلها. فعرف الأمر وأخذ القلم من يدي وأزال ثوبًا كان في يده، وكتب على البديهة: [مجزوء الخفيف]
اجعل العلم أولا ... واجعل الشعر آخرا
فإذا ما فعلت ذا ... كنت لا شك شاعرا
قال: فوقعت كلمته في أذني فلازمت القراءة فانتفعت، والحمدلله.
وجدت بخط الفقيه الأديب أبي عمرو بن عمرو بن سالم ﵀، قال: وجدت بخط شيخنا أبي عمرو بن عبد: ربه، قال أنشدني بعض الأصحاب لأبي عبد الله الرصافي ﵀ في فتى رفاء من أهل تلمسان يعرف بابن موارة مما ارتجله فيه: [خفيف]
وبنفسي من لا أسمية إلا ... بعض إلمامةٍ (وبعض) إشاره
هو والظبي في الجمال سواء ... ما استفاد الغزال منه استعاره
أغيد يمسك الحرير بفيه ... مثل ما يمسك الغزال العراره
ما بقلبي حوته (منه) ضلوعي ... كالرداء انطوى وفيه شراره
داره القلب وهو يحتل أخرى ... قدس الله حيث ما حل داره
1 / 104